شهدت القارة الأوروبية، خلال الأيام الماضية، موجة حر شديدة غير مسبوقة تسببت في مقتل أربعة أشخاص على الأقل، اثنين في إسبانيا وآخرين في فرنسا، إلى جانب مئات حالات الطوارئ الصحية، وإغلاق إحدى وحدات مفاعل نووي في سويسرا، وتعطل قطار في ألمانيا وسط درجات حرارة خانقة.
ضحايا الحرائق والحر الشديد
أكدت السلطات الإسبانية مقتل شخصين جراء حريق غابات اندلع في منطقة كتالونيا، في وقت سجلت فيه البلاد شهر حزيران/يونيو الأشد حرارة في تاريخها.
ووفقا لما أعلنته وزيرة الطاقة الفرنسية، أنييس بانييه روناشيه،
أن موجة الحر في فرنسا أسفرت عن وفاة شخصين أيضاً ونقل 300 آخرين إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وتجاوزت درجات الحرارة في مناطق عديدة من فرنسا حاجز 41 درجة مئوية، خصوصاً في الجنوب والوسط، فيما سجلت باريس حرارة بلغت 38 درجة مئوية يوم الثلاثاءالماضي ، ما دفع السلطات إلى رفع حالة التأهب إلى أعلى مستوياتها في 16 منطقة.
سجلّات قياسية تشمل عدة دول
شهدت عدة دول أوروبية درجات حرارة غير مسبوقة، حيث سجلت فرنسا والبرتغال وهولندا مستويات قياسية خلال شهرتموز/ يوليو.
إنقاذ ركاب علقوا في قطار ألماني
في ألمانيا، علقت مجموعة من الركاب داخل قطار إقليمي على جسر في ولاية ساكسونيا السفلى بسبب خلل فني، أدى أيضاً إلى تعطل نظام التكييف.
وتم إنقاذ الركاب الـ48 بعد ساعتين ونصف، بينما تلقى خمسة أشخاص إسعافات أولية بسبب الجفاف ومشاكل في الدورة الدموية.
إغلاق مفاعل نووي في سويسرا بسبب حرارة الأنهار
وفي سويسرا، أعلنت شركة "أكسبو" للطاقة النووية وقف تشغيل وحدة من مفاعلات محطة بيزناو النووية، كما خفضت الإنتاج في وحدة أخرى بنسبة 50%، بسبب ارتفاع درجة حرارة مياه النهر المستخدمة في التبريد.
توقعات بانخفاض تدريجي للحرارة
ورغم هذه الأوضاع القاسية، تشير التوقعات إلى بداية تراجع درجات الحرارة اعتباراً من الأربعاء في بعض الدول، مثل فرنسا وألمانيا، مع ترقب وصول عواصف رعدية من المحيط الأطلسي.
بينما من المتوقع أن تستمر الحرارة المرتفعة في إسبانيا وإيطاليا لبضعة أيام إضافية، قبل أن تنخفض مطلع الأسبوع المقبل.
إغلاقات وتحذيرات في قطاع التعليم
أغلقت أكثر من 2200 مدرسة في فرنسا أبوابها يوم الثلاثاء الماضي بسبب موجة الحر، بينما انخفض العدد إلى 135 فقط أمس الأربعاء. وتواصل السلطات الأوروبية إصدار التحذيرات للسكان، خصوصاً كبار السن والأطفال وذوي الحالات الصحية الضعيفة.
تحذير أممي من "القاتل الصامت"
وصفت الأمم المتحدة موجات الحر بأنها "القاتل الصامت"، محذّرة من تداعياتها المميتة على الصحة العامة.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن ظاهرة التغير المناخي تجعل من درجات الحرارة القصوى حدثاً أكثر تكراراً وحدة، داعية إلى التكيّف مع هذا الواقع الجديد.
تأهب مستمر في تركيا
وفي تركيا، أعلنت السلطات الثلاثاء المعلوماتية أن حرائق الغابات المندلعة منذ عطلة نهاية الأسبوع في مناطق قرب إزمير وهاتاي باتت تحت السيطرة إلى حد كبير، لكنها حذّرت من استمرار خطر الرياح الحارة والجافة.