الرياضة وأوميغا-3.. حل بسيط وفعّال لالتهابات الأسنان المزمنة

التهاب دواعم السن القمي يحدث عندما تصل البكتيريا إلى قمة جذر السن، مسببة التهابًا في الأنسجة المحيطة به. ويرتبط ظهوره بتسوس الأسنان، أو الصدمات، أو حتى إجراءات طب الأسنان. وغالبًا ما يكون المرض صامتًا لفترة طويلة دون أعراض واضحة، ما قد يؤدي إلى تدمير العظام الكامنة وفقدان الأسنان إن لم يُعالج في الوقت المناسب.

في الدراسة التي أجرتها جامعة ساو باولو ستيت (UNESP) في البرازيل، اختبر فريق بحثي بقيادة الأستاذ روجيرو دي كاستيلو جاسينتو فعالية الجمع بين النشاط البدني وتناول أوميغا-3 في مواجهة هذا النوع من الالتهاب.

وشملت التجربة 30 فأرًا تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات:

المجموعة الأولى مارست تمارين السباحة المعتدلة لمدة ساعة يوميًا، خمسة أيام في الأسبوع، على مدار ستة أسابيع.

المجموعة الثانية مارست نفس التمارين بالإضافة إلى تناول مكملات أوميغا-3 يوميًا لمدة 60 يومًا.

المجموعة الثالثة لم تمارس أي نشاط بدني ولم تتلقَ أي مكملات، وكانت بمثابة المجموعة الضابطة.

أظهرت التحاليل أن الفئران التي مارست التمارين وتناولت أوميغا-3 سجّلت أدنى مستويات من علامات الالتهاب مثل عامل نخر الورم ألفا (TNF-⍺) والإنترلوكين-17 (IL-17)، وهي بروتينات يفرزها الجسم وتُعتبر مؤشرات على الالتهاب المزمن.

كما سجّلت هذه المجموعة انخفاضًا ملحوظًا في عدد الخلايا الناقضة للعظم، وهي خلايا تلعب دورًا رئيسيًا في تآكل العظام في حالات التهابات مزمنة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.

وأظهرت فحوصات الأشعة المقطعية أن هذه المجموعة فقدت أقل قدر من العظم السنخي، وهو العظم المسؤول عن تثبيت الأسنان في الفك.

أكدت الباحثة الرئيسية في الدراسة، آنا باولا فرنانديز ريبيرو، أن التمارين وحدها أدت إلى تحسّن في الاستجابة المناعية، لكن دمجها مع أوميغا-3 قدم تأثيرًا مضاعفًا في تقليل التلف الناتج عن التهابات الأسنان.

وأضافت أن النتائج تمثل خطوة تمهيدية مهمة، لكنها تستدعي إجراء دراسات سريرية على البشر لتأكيد فعالية هذا النهج في العلاج.

وتأتي هذه الدراسة في ظل التزايد المستمر في مشاكل التهابات الأسنان المزمنة،لتقدّم بصيص أمل في علاج غير دوائي يعتمد على نمط حياة صحي. 

وإلى حين التأكد من فاعلية هذه النتائج لدى البشر، فإن تبنّي عادات مثل ممارسة الرياضة وتناول أوميغا-3 لا يزال خيارًا مفيدًا للصحة العامة.