هاشتاغ - خاص
رأى مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن أن مشهد العنف في سوريا ما زال مستمراً رغم مرور عشرة أشهر على سقوط النظام، مشيراً إلى أن حوادث الخطف والقتل تحت التعذيب لا تزال تتكرر في مناطق عدة.
وجاء حديثه خلال مقابلة في برنامج "إلى أين" عبر منصة "هاشتاغ".
اختطاف في وضح النهار
قال عبد الرحمن إن حوادث الخطف أصبحت ظاهرة يومية، مشيراً إلى أن آخرها جرت في اللاذقية، حيث اختُطف طفل في وضح النهار على يد مسلحين بسيارة تحمل لوحة من خارج المحافظة.
وأضاف أن هناك أكثر من مئة حالة اختطاف لسيدات في السويداء، إضافة إلى عمليات مماثلة في دمشق وحماة والباب، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية لا تتحرك لوقفها.
وأوضح أن الإعلام الرسمي يصوّر الوضع وكأن البلاد تعيش استقراراً، "لكن الواقع مختلف تماماً، فما زلنا على صفيح ساخن"، على حدّ قوله.
لا صلح مع "قسد"
نفى عبد الرحمن وجود أي "اتفاق صلح" بين "قسد" والحكومة السورية، موضحاً أن ما جرى كان مجرد "تفاهم محدود بوساطة أميركية وأردنية وفرنسية"، مشيراً إلى أن تصريحات بعض المسؤولين السوريين كادت تشعل مواجهة في حي الشيخ مقصود بحلب.
وانتقد ما سماه "تحريض الإعلام الرسمي ضد قوات سوريا الديمقراطية"، مذكّراً بأن مناطق الشمال والشرق ما تزال عرضة لهجمات من خلايا تنظيم "داعش".
اللامركزية هي الحل
شدد مدير المرصد على أن اللامركزية هي الخيار الوحيد لإنقاذ سوريا، موضحاً أن "نظام الحكم المركزي من دمشق انتهى إلى غير رجعة".
ورأى أن اللامركزية لا تعني الانفصال، مستشهداً بتجارب دول فيدرالية ناجحة، وقال: "من يرفض اللامركزية لا يريد إصلاحاً حقيقياً، بل يسعى لإبقاء الحكم بيد جماعات محددة".
انتهاكات متبادلة
رداً على تقارير حقوقية اتهمت "قسد" بتجنيد الأطفال، تحدّى عبد الرحمن هذه الجهات أن تقدّم أسماء محددة، مؤكداً استعداده شخصياً لإعادة أي طفل إلى عائلته إذا ثبتت حالته.
وأضاف أن الحديث عن انتهاكات "قسد" يتجاهل جرائم الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة في عفرين ورأس العين، متسائلاً: "لماذا لا تتحدث هذه المنظمات عن جرائم الحمزات والعمشات؟".
احتجاجات في الساحل
قال عبد الرحمن إن الساحل السوري يشهد موجة غضب واسعة بعد حادثة خطف طفل في اللاذقية، مشيراً إلى إضرابات في مدارس القرداحة ومناطق أخرى، وانتقادات لاذعة لأداء الأجهزة الأمنية.
وأضاف أن آلاف المعتقلين من أبناء الساحل ما زالوا في السجون دون تهم واضحة، داعياً إلى محاكمتهم أو الإفراج عنهم فوراً.
تحركات إسرائيلية جنوباً
أكد مدير المرصد أن أي اعتداء إسرائيلي على الأراضي السورية هو "عدوان مدان"، لكنه أشار إلى أن السلطات السورية "تفتح الباب أمام إسرائيل بسياساتها المرتبكة وتجاهلها للجنوب".
وطالب عبد الرحمن الحكومة السورية باتخاذ موقف حازم من التحركات الإسرائيلية الأخيرة في القنيطرة وجبل الشيخ.
انتخابات بلا جدوى
اختتم عبد الرحمن حديثه بالقول إن الانتخابات التشريعية الأخيرة في سوريا "ليست سوى تكريس لحكم الفرد"، مشدداً على أنه لا يمكن الحديث عن ديمقراطية في ظل غياب مؤسسات مستقلة أو رقابة حقيقية.


