أكد رئيس حركة البناء الوطني، أنس جودة، أن الأزمة السورية لن تُحل عبر تفاهمات خارجية فقط، بل تحتاج إلى توافق وطني واسع يضم جميع القوى الفاعلة في الداخل والخارج.
وجاء حديث جودة خلال مقابلة في برنامج "إلى أين" عبر "هاشتاغ"، موضحاً أن أي مسار سياسي لا ينبع من إرادة السوريين أنفسهم لن يكون قابلاً للاستمرار.
الاستعصاء السياسي
يرى جودة أن المشهد السوري يعيش حالة استعصاء معقدة، نتيجة تداخل العوامل الإقليمية والدولية مع الانقسامات الداخلية.
وأضاف أن هذه الحالة تُبقي البلاد في دائرة الجمود، رغم تعدد المبادرات واللقاءات التي لم تنتج سوى مزيد من التباعد بين الأطراف.
وقال: "من دون إرادة سورية حقيقية، ستبقى كل الطروحات مجرد إدارة للأزمة، لا ح
لاً لها".
التدخلات الخارجية
اعتبر جودة أن التدخلات الخارجية عمّقت الانقسام وأضعفت فرص الحل، إذ بات كل طرف داخلي يستند إلى داعم خارجي يحمي مصالحه الخاصة.
وأوضح أن هذا الواقع "يجعل السوريين أدوات ضمن صراعات أكبر منهم"، مؤكداً ضرورة التحرر من ارتهانات الخارج لإعادة بناء القرار الوطني المستقل.
دور المجتمع المدني
شدد جودة على أن المجتمع المدني يجب أن يكون فاعلاً في صياغة الحل، لا مجرد شاهد عليه.
وقال: "التحول السياسي الحقيقي يحتاج إلى مشاركة النقابات، والهيئات المحلية، والشخصيات المستقلة التي تعبّر عن هموم الناس، لا عن مصالح النخب".
أفق التغيير
أكد جودة أن الحل في سوريا يبدأ من الاعتراف المتبادل بين السوريين، والانتقال من منطق الإقصاء إلى منطق الشراكة.
وختم بالقول: "لا يمكن لأي طرف أن يحكم سوريا وحده بعد كل ما حدث. وحده التوافق السياسي الداخلي يمكن أن يؤسس لسلام مستدام".


