بيّن المحامي والناشط المدني إياد الشعراني موقف المجتمع المحلي في السويداء من أحداث جرمانا، وأوضح أن رأي عقلاء جرمانا وغالبية أبنائها يأتي انطلاقاً من ثقافتهم وعقيدتهم وانتمائهم.
وأضاف الشعراني خلال تصريحات لاستديو الأخبار في "هاشتاغ"، أن قناعة كل السوريين الدروز في جرمانا، تنطلق من حرصهم في هذه المرحلة الخطيرة على السلم الاهلي، وحرصهم ورغبتهم وعملهم على أن تتجه سوريا نحو دولة مواطنة متساوية، ولبناء مؤسساتها على قاعدة وطنية تشاركية يكون السوريين فيها بدستور ومنهج عمل وإدارة شأن عام على أساس المواطنة المتساوية.
دور الإدارة الجديدة
كما أشار إلى أهمية تشكيل أهم مؤسستين في الدولة وهما الجيش والشرطة على قاعدة تشاركية، مؤكداً أن هذا هو هاجس السوريين وبالأخص السوريين الدروز في جرمانا والسويداء وجبل الشيخ، وفي أشرفية صحنايا.
وأكمل: "نحن سوريون أبناء هذه الأرض، عمر أبناء طائفة الموحدين الدروز في سوريا لا يقل عن ألف عام ماذا سنكون؟ نحن ملتصقين منتمين عقيدة وعملاً للقضايا العربية الإسلامية".
ولدى سؤاله عن مدى صحة وجود من يدعو لتشكيل تجمع مقاتلين للتوجه إلى دمشق كما قالت بعض الشائعات، أجاب الشعراني: "مع الأسف وكما تشاهدون توجد دعوات تجييش تحمل تحريضاً مدروساً".
وأوضح: "هناك تساؤل عميق عند غالبية أبناء مدينة جرمانا، ماهو موقع الإدارة الجديدة؟ وماهي إمكانياتها وقدرتها؟".
وأكمل: "نحن على شفير حرب أهلية، هناك مؤسسات تم تشكيلها بناء على الإعلان الدستوري، وهنا بكل محبة أتوجه لمجلس الإفتاء ولرجال الدين الذين يشكلون قامات وطنية، ما هو موقفهم؟".
وواصل: "حالياً قد تصل الأمور إلى اقتتال أهلي يفضي إلى التقسيم، هل هذا من مصلحة أبناء سوريا؟ من كل الطوائف من له مصلحة بالتقسيم؟ وكيف سيتم التقسيم؟".
وتساءل الشعراني: "نحن كسوريين إلى أين ذاهبين؟"، متمنياً على الإدارة الجديدة ألا تدير البلد بعقلية الجماعات والعصب، بل أن تدار على أساس المواطنة.
وتابع: "لا نريد إعادة صياغة شكل دولي قادم مبني على إقصاء أو إذعان أي طرف من السوريين".
وقال الشعراني: "أليست شعارات الثورة هي الحرية والكرامة والمواطنة ووحدة الشعب السوري؟".
وواصل: "ألم تسل دماء السوريين المعتقلين لذنب واحد أنهم قالوا أن الشعب السوري واحد؟ وهل نحن نخطو باتجاه تحقيق ذلك؟ أضع هذا السؤال برسم أصحاب الشأن".
الحد من التجييش الطائفي
أما عن الإجراءات المقترحة للحد من التحريض والتجيش الطائفي على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح الشعراني: "هناك إجراءات على مستوى سياسي يجب أن تتخذ، وهناك إجراءات أدوات السياسة وهي إنفاذ القانون".
وأضاف: "لابد من صدور تصريحات واضحة وعلى مستوى رئاسة الجمهورية، لابد من صدور موقف سياسي واضح وعلني برفض كل أعمال التجيش الطائفي، يفترض يكون لمجلس الإفتاء دور فاعل وحقيقي بوقف عمليات التجييش الطائفي".
وتابع: "هذا أمر ضروري لأننا نشاهد فيديوهات تسجل من أشخاص يرتدون الزي العسكري وعليها إشارات لفصائل مع شعارات مختلفة على أساس أنهم يناصرون الرسول عليه الصلاة والسلام".
وعن دور مجلس الإفتاء، قال الشعراني: "لابد من وجود دور له، نتمنى الحرص على وحدة سوريا، وإنقاذ ما تبقى من الهوية الوطنية السورية، أتمنى أن يكون موقفهم فاعل وحقيقي ومنتج على الأرض".
وواصل: "من ناحية ثانية بالنسبة للقوة السياسية، مع الأسف كل القوى السياسية السورية مضطرين لحوار عميق وحقيقي ينتج عقد اجتماعي، الحوار الذي رعته الإدارة الجديدة، كان برأيي بشكل او بآخر غير منتج، ونشاهد آثاره".
وأردف: "يجب أن يقام مؤتمر وطني تأسيسي يبنى عليه عقد اجتماعي يتشكل منه هيئة حكم انتقالي. لايوجد حل إلا الحل السوري-السوري".
قانون الجرائم الإلكترونية
وعن قانون جرائم الإلكترونية أوضح الشعراني: "لدينا حد أدنى من سلطات إنفاذ قانون ملاحقة مرتكبي جرائم التحريض، والعمل على هذا الموضوع يحفظ البلد من أتون حرب لن تبقي ولن تذر".
واختتم الشعراني تصريحاته لاستديو الأخبار في "هاشتاغ"، بالقول: "أوجه كلمة أخيرة لكل السوريين، القواسم المشتركة بيننا كثيرة، ونقاط الاختلاف ضئيلة جداً، إذا أردنا البناء على الاختلاف هذا يعني أننا نحكم على سوريا بالتقسيم. لا أحد يرغب بالتقسيم، لا أحد يرغب بتشظي الهوية الوطنية، كلنا نريد العيش سوية، ونريد بناء وطننا معاً على أساس الحرية والكرامة والمواطنة المتساوية".