كشف الصحفي والباحث في الشأن التركي "سركيس قصارجيان" عن تزايد صراع النفوذ بين إسرائيل وتركيا على الأراضي السورية وتطوره على مراحل عدة، بعد أن كان قائماً بين إيران وإسرائيل، حيث اتخذ شكل الاستهداف المباشر والضربات الجوية وتطور إلى اغتيالات لشخصيات قيادية.
وبحديثه لاستديو الأخبار بـ"هاشتاغ" قال الصحفي والباحث في الشأن التركي "سركيس قصارجيان".. "إن هذه الضربات لم تستهدف الوجود العسكري التركي بشكل مباشر كما كان يحدث مع إيران، وإنما تستهدف المنشآت التي يتم الكشف عليها من قبل الجيش التركي لاتخاذها لاحقا كـ قواعد جوية أو مراكز أو نقاط عسكرية في وسط سوريا.
الحجة التركية الإسرائيلية..
وحول مزاعم إسرائيل بضمان أمن حدودها مع سوريا، قال "قصارجيان".. "إن اسرائيل تستخدم نفس الخطاب أو نفس المبرر أو "الحجة" التي استخدمتها تركيا خلال السنوات السابقة في تدخلها ضمن سوريا بملف دفع الإرهاب من حدودها والحفاظ على أمنها القومي، وإن الحجة التركية السابقة للبقاء في سوريا- رغم أنه لم يكن هناك تهديد مباشر أو إطلاق رصاصة من سوريا باتجاه الأراضي التركية- هي نفسها التي تستند إليها إسرائيل، إذ تزعم بأن هناك تهديد على أمنها القومي وأنها ستتوغل داخل الأراضي السورية بالشكل والطريقة ذاتها التي قامت بها تركيا خلال سنوات نظام الأسد.
معاهدة الدفاع المشتركة..
وأضاف "قصارجيان".. "الفرق بينمها هو أن تركيا تسعى إلى عقد معاهدة الدفاع المشتركة بين دمشق وانقرة لإضفاء نوع من الشرعية لوجودها وفق القوانين الدولية، لان التواجد التركي على الأراضي السورية غير شرعي وغير قانوني، لا سيما أن تركيا تسعى لنفوذ مشابه للوضع الروسي الذي كان سائدا في فتره نظام الاسد، حيث كانت روسيا تعتبر قواتها متواجده برضى واتفاق مع حكومة البلد.
ما بين تركيا وإيران..
بين "قصارجيان" أن اسرائيل تتخوف من تركيا ليس لانها تهدد أمنها بشكل مباشر وإنما هي مترددة من الخطوات التي يمكن أن تقدم عليها تركيا من استفزازات لإسرائيل وممارسه الضغط عليها بشكل ما، كما أن السلطة في تركيا مقبولة وليست معزولة في المجتمع الدولي كإيران، حيث أن تركيا هي دوله أطلسية حليفة للولايات المتحدة ولديها علاقات جيدة جدا مع الدول الغربية، وشراكة تجارية ممتازة مع الاتحاد الاوروبي.
معبر للغاز إلى أوروبا..
وأردف "قصارجيان" أن تركيا تعد ممراً للغاز لأوروبا وخاصة أثناء الحرب الأوكرانية، فهناك فرق كبير بين تركيا وإيران، والتي تعد الأخيرة شبه معزولة او منبوذة من قبل المجتمع الدولي التي لا ترتبط معه بأي علاقات دبلوماسية جدية، لا سيما من الناحية التجارية والتي هي في أدنى مستوياتها، كما أن الدول الأوروبية وإسرائيل لديها تجربة عدائية مع إيران نتيجة الحروب التي شنتها المجموعات المسلحة التابعة لها في المنطقة وبالتالي لن تقابل النفوذ التركي بنفس الحدة مع النفوذ الايراني في السابق.