تحدث الباحث في المركز العربي بالعاصمة الأمريكية "واشنطن" الدكتور "رضوان زيادة" عن تاريخ ومراحل فرض العقوبات الأمريكية على سوريا بدءاً من عام 1979م، وحتى آخرها عام 2011م.
وخلال لقائه في برنامج "إلى أين؟" الذي يقدمه "هاشتاغ"، تحدث الباحث رضوان زيادة، عن قرار رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية، لا سيّما أن بداية العقوبات الأمريكية على سوريا كان عام 1979م، بسبب اتهامها بمحاولة تفجير الطائرة في مطار "لندن هيثرو"، عندما كانت "مارغريت ثاتشر" رئيسة وزراء بريطانيا، و"رونالد ريغان" الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، وعندما فُرضت العقوبات الأمريكية والبريطانية عليها، ووضعها على لائحة الإرهاب.
من اغتيال الحريري إلى قانون قيصر..
وأضاف "زيادة" أن المرحلة الثانية من فرض العقوبات، كانت عندما تم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني "رفيق الحريري" عام 2005م، إذ أُصدِرَ قانون في الكونغرس الأمريكي عنوانه "قانون محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية"، أما المرحلة الثالثة فكانت مع بدء الثورة السورية عام 2011م، والتي انتهت بالقانون الأشد صرامة وهو "قانون قيصر"، والذي استهدف كل الأفراد أو الكيانات أو الحكومات التي تتعامل مع النظام السوري وليس فقط معاقبة الكيانات أو الافراد السوريين المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.
الأسد الأب راضٍ بالعقوبات على سوريا..
وكشف "زيادة" أن الرئيس السوري حافظ الأسد، التقى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون مرتين، وأجرى مفاوضات مباشرة مع الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت، إلا أنه لم يطلب رفع العقوبات عن سوريا، أي ربما كان يرغب بشكل أو بآخر إبقاء بلاده في عزلة عن المجتمع الدولي.
وحول تأثير رفع العقوبات على سوريا، أكد "زيادة" أن قرار رفع العقوبات سيسهم بدعم الاقتصاد السوري، لا سيما في القطاع المالي والمصرفي، وقطاع السياحة، وكذلك الأمر على المستوى السياسي بعد إعادتها إلى موقعها المؤثر واستعادة مكانتها بين الدول.
إسرائيل في وجه ترامب..
وفي رفض الموقف الإسرائيلي قرار رفع العقوبات وتصريح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أوضح "زيادة" أن القرار الأمريكي لا يمكن الرجوع عنه لا سيما بعد تصريح "ترامب"، كما أن الأوامر التنفيذية ستصدر تباعاً خلال الايام القادمة، ولكن الإدارة الأمريكية في نفس الوقت تخوض حوارات سياسية مع نظيرتها الإسرائيلية في هذا الشأن.
سلوك الشرع..
وحول القرارات المفترض صدورها وسلوك الدولة السورية بعد قرار رفع العقوبات، أشار "زيادة" إلى أنه من اجل تحقيق إعادة الإعمار واستثمار القرار بشكله الصحيح، يجب ان يكون لدى الدولة السورية نظام حوكمة شفاف وسياسي بكفاءة إدارية، من خلال تشكيل مجلس أعلى لإعادة الإعمار والذي يتكون من شخصيات وطنية لديها الاحترام والثقة الكبيرة لدى المجتمع الدولي.
تجربة رواندا..
واستشهد "زيادة" بتجربة رواندا، لا سيما بعد مجزرة الإبادة التي حدثت في عام 1994 وسيطرة المعارضة على الحكم، إذ حققت نسبه نمو عالية بأكثر من 11%.
وأضاف "زيادة" أن التجربة في رواندا كسبت ثقة المجتمع الدولي، من خلال صرف المساعدات المقدمة على البنية التحتية وإعادة الإعمار.
عودة سوريا إلى مكانتها..
وتحدث "زيادة" عن عودة سوريا إلى الساحة العربية والإقليمية، مؤكداً أن الإدارة السورية الجديدة ترغب بإخراج سوريا من المحاور الإقليمية والدولية، إذ تريد تطبيع علاقات سوريا مع كل الدول العربية ودول الجوار، والذي ظهر من خلال بث خطاب تصالحي لدول عديدة لا سيما دولة العراق، كما أن وزير الخارجية السوري قال في مؤتمر مجلس الأمن في "نيويورك" إن سوريا ترغب بالسلام مع جميع الدول بما فيها دول الجوار، في إشارة إلى التركيز على مرحلة إعادة الإعمار والنهضة الجديدة في سوريا.