هاشتاغ
بحث

خبير في أمن المعلومات يشرح لهاشتاغ كيف تتلاعب إسرائيل بنظام الملاحة العالمي (جي بي إس)

04/11/2024

شارك المقال

A
A

هاشناغ - يارا صقر

تعتبر أنظمة الملاحة العالمية من الأدوات الأساسية في الحياة المعاصرة، حيث توفر إمكانية تحديد المواقع بدقة عالية لمختلف التطبيقات اليومية. وتعتمد هذه الأنظمة على شبكة معقدة من الأقمار الصناعية التي تُطلقها دول أو كيانات دولية، وتهدف إلى دعم الملاحة وتوجيه حركة المركبات وتحديد المواقع الجغرافية بدقة تصل إلى أجزاء من المتر في بعض الحالات. يعرض "هاشتاغ" من خلال هذا  التقرير  لأهم أنظمة الملاحة العالمية وطريقة عملها، إضافةً إلى المخاطر المحتملة الناتجة عن التشويش على إشارات هذه الأنظمة، وما قد ينتج عن ذلك من تأثيرات سلبية على مستوى الأفراد والبنى التحتية.

تقنيات الملاحة وأنظمة التموضع العالمية

يقول الخبير في أمن وتكنولوجيا المعلومات نضال فاعور لموقع "هاشتاغ" إن أنظمة الملاحة تنقسم إلى منظومات مستقلة، حيث تعمل كل منظومة ككيان منفصل يعتمد على شبكة من الأقمار الصناعية التي تتواصل مع أجهزة الاستقبال على الأرض لتحديد المواقع بشكل دقيق. ويوضح فاعور، أن نظام التموضع الجغرافي يعمل من خلال إرسال الأقمار الصناعية إشارات زمنية مستمرة إلى مستقبلات في أجهزة متعددة حول العالم، مما يسمح بتحديد موقع المستخدم بدقة عند استقبال عدة إشارات في وقت متزامن من أكثر من قمر صناعي. ويوضح فاعور أن أبرز منظومات الملاحة العالمية تشمل  نظام GPS الأميركي، ونظام GLONASS الروسي، ونظام Galileo الأوروبي، إضافةً إلى نظام BeiDou الصيني. وتختلف هذه الأنظمة في عدد الأقمار الصناعية ونوعية البيانات التي تقدمها، إلا أنها تتشابه من حيث آلية العمل الأساسية، حيث يعتمد كل نظام على مجموعة محددة من الأقمار الصناعية التي تُوزع بشكل استراتيجي حول الأرض لضمان تغطية شاملة ومستقرة.

عدد وتموضع الأقمار الصناعية في أنظمة الملاحة

يشرح فاعور أن لكل منظومة ملاحة شبكتها من الأقمار الصناعية، إذ يُخصص نظام GPS، على سبيل المثال، 31 قمرًا صناعيًا، بينما يعتمد نظام GLONASS على 24 قمرًا صناعيًا. أما نظام Galileo فيشغّل 30 قمرًا، ويعتمد نظام BeiDou على ما يزيد عن 40 قمرًا. ويتابع، تنتشر هذه الأقمار على ارتفاعات تتراوح بين 20 ألف و24 ألف كيلومتر عن سطح الأرض، حيث تدور في مدارات محددة تتيح لها توفير تغطية مستمرة ومستقرة، مما يضمن دقة المعلومات واستمراريتها في أي وقت وأي مكان. يُراعى في تصميم منظومات الملاحة العالمية توزيع الأقمار في مدارات محددة وفق معايير دقيقة، تتيح تحقيق تغطية شاملة ومتوازنة دون الحاجة إلى الاعتماد على أقمار إضافية. هذا الانتشار المدروس للأقمار يساهم في تحسين دقة وموثوقية الإشارات، حيث يستطيع المستخدمون في أي بقعة جغرافية التقاط الإشارات من عدة أقمار في وقت واحد، مما يسهم في تحقيق دقة عالية في تحديد المواقع.بحسب "الخبير".

التشويش والتعطيل

تواجه أنظمة الملاحة تحديات متعددة، منها التشويش الذي قد يُعرقل فعالية خدمات الملاحة أو يعطلها جزئيًا أو كليًا. يقول فاعور في هذا الشأن،أنه يحدث التشويش عندما تتداخل إشارات ذات ترددات مشابهة مع ترددات أنظمة الملاحة، مما يؤدي إلى اضطراب أو تأخير في استقبال المعلومات. ويتابع، يُمكن للتشويش أن يكون متعمدًا، ويعرف ذلك بعمليات التشويش الإلكتروني، ويستخدم غالبًا لأغراض أمنية أو عسكرية لمنع استخدام النظام في مواقع محددة، وقد يكون غير متعمد نتيجة تداخل ترددات أجهزة الاتصالات الأخرى. ويضيف، تتعرض إشارات الملاحة كذلك لخطر التعطيل الكامل، خصوصًا في حالات الهجمات السيبرانية التي تستهدف إشارات الأنظمة بهدف إيقافها أو تغيير مسارها، مما قد يؤثر سلبًا على التطبيقات الحيوية التي تعتمد على هذه الإشارات مثل الطيران المدني والملاحة البحرية والأنظمة الأمنية. في الحالات القصوى، يؤدي تعطل إشارات الملاحة إلى اضطراب حركة النقل وإعاقة عمليات البحث والإنقاذ، كما يتسبب في توقف بعض البنى التحتية الحيوية التي تعتمد على توقيت دقيق.بحسب "الخبير"

 كيف تتلاعب "إسرائيل" بنظام GPS  في البلدان العربية؟

بالمجمل تقوم "إسرائيل"باختيار منطقة جغرافية معينة،ثم تقوم باستخدام تجهيزات تسبب تداخل في اشارات منظومات الملاحة وتقوم هذه التجهيزات باستخدام اقمار صناعية معدة للاتصالات متل قمر عاموس amus المعني بالاتصالات والبث الفضائي، من خلال بث اشارات تحديد موقع وهمية.بحسب "فاعور". ويضيف، يستغل القمر الصناعي بقعة البث التي يمكنه الوصول اليها. ويوضح فاعور أنه يمكن لأي دولة تملك اقمارا صناعية خاصة باستغلال هذه الهجمات وتنفيذها. ويتابع، تقوم وحدات 8200 المتخصصة بالحرب السيبرانية والالكترونية ببث نسخة مزورة عن إشارة أنظمة الملاحة عبر القمر الصناعي كما يمكنها أيضا بث رسائل نصية لجميع الأجهزة الموجودة ضمن البقعة الجغرافية المحددة بنفس الوقت تقوم بتغذية حقيقية لأنظمتها وأجهزتها مثل الطيران والملاحة البحرية كي لا تقع في فخ التشويش. ويختم  الخبير في أمن وتكنولوجيا المعلومات نضال فاعور حديثه مع "هاشتاغ"قائلا إن أنظمة الملاحة العالمية تلعب دورًا جوهريًا في دعم مختلف مجالات الحياة المعاصرة، فهي تمكن الأفراد والمؤسسات من التنقل بدقة وأمان وتوفر للبنى التحتية الحيوية دعمًا لا غنى عنه. إلا أن مخاطر التشويش والتعطيل تبقى تهديدًا قائمًا يستوجب الحذر والتأهب، حيث يُمكن أن تؤدي إلى أضرار جسيمة على مستوى الأمان الشخصي والجماعي، فضلاً عن تعطيل حركة النقل وإرباك العمليات الحيوية. بذلك تبرز الحاجة إلى تعزيز قدرات الحماية لهذه الأنظمة وتطوير استراتيجيات للتعامل مع المخاطر المرتبطة بها.

التعليقات

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025