هاشتاغ
بحث

رغم تراجع نفوذها.. هل تتخلى موسكو عن طموحاتها في الشرق الأوسط؟

23/10/2025

رغم-تراجع-نفوذها..-هل-تتخلى-موسكو-عن-طموحاتها-في-الشرق-الأوسط؟

شارك المقال

A
A

هاشتاغ - ترجمة

 

يُشير موقع "ذا إنسايدر" إلى أن روسيا كانت في الماضي تعتبر لاعباً رئيسياً في الشرق الأوسط، مستفيدة من علاقاتها الوثيقة مع سوريا وإيران وإسرائيل، واستناداً إلى قدرتها على التواصل مع الأطراف المختلفة لحل النزاعات. 

 

غير أن الوضع الحالي يظهر تراجعاً جزئياً لهذا النفوذ، بحسب الموقع، وسط محاولات موسكو الحفاظ على حضورها الإقليمي والاستفادة من أي فرص لتأكيد مكانتها.

إعلان "قمة السلام" في شرم الشيخ أدى إلى تضارب مواعيد مع القمة الروسية العربية

تأجيل القمة الروسية العربية.. الأسباب والدوافع

كان من المقرر أن تُعقد القمة الروسية العربية الأولى في موسكو في 15 تشرين الأول/أكتوبر، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن تأجيلها قبل خمسة أيام فقط من انعقادها، دون تحديد موعد جديد.

 

ووفق "ذا إنسايدر"، كان الهدف من القمة إثبات استمرار دور موسكو في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد التغييرات الأخيرة في سوريا، إلا أن بعض القادة العرب لم يؤكدوا حضورهم بعد.

 

وأشارت وكالة "بلومبرغ" إلى أن شخصيات رئيسية مثل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورئيس الإمارات محمد بن زايد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خططوا جميعاً للغياب، ما ساهم في قرار التأجيل.

 

وأشار التقرير إلى أن الدافع الرسمي الذي أعلن عنه بوتين كان ضرورة عدم التدخل في عملية وقف إطلاق النار في غزة، والتي كانت تجري بمبادرة ومشاركة مباشرة من ترامب.

 

وجاء هذا الإعلان بعد يوم واحد من مقابلة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أكد في 9 تشرين الأول/أكتوبر أن غالبية أعضاء جامعة الدول العربية سيشاركون في القمة على أعلى مستوى.

لتجنب المواجهة المفتوحة مع ترامب.. اختار بوتين عدم التدخل في انتصار الرئيس الأمريكي كصانع سلام

تأثير الأحداث في غزة على جدول القمة

شهد الشرق الأوسط أسابيع حافلة بالأحداث، ففي 29 أيلول/سبتمبر، قدّم الرئيس الأمريكي السابق ترامب، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خطة من 20 نقطة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي وافقت عليها إسرائيل، فيما وافقت حماس بعد أيام مع تحفظات عديدة.

 

وقد تولّت مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة الوساطة بين الأطراف، لمناقشة المرحلة الأولى من الخطة التي شملت شروط تبادل الأسرى وإعادة الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين إلى ديارهم. وأعلن في ليلة 10-11 تشرين الأول/أكتوبر دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

 

وتوضح التقارير أن إعلان "قمة السلام" في شرم الشيخ أدى إلى تضارب مواعيد مع القمة الروسية العربية، إذ كان من المقرر أن يصل وزراء خارجية جامعة الدول العربية إلى موسكو في 13 تشرين الأول/أكتوبر، قبل انعقاد القمة لوضع اللمسات الأخيرة على وثائقها.

 

وبحسب "ذا إنسايدر"، أدى ذلك إلى اختيار الكرملين تأجيل القمة لتجنب مواجهة مباشرة مع واشنطن، خصوصاً بعد النجاح النسبي لترامب في ملف غزة.

السماح لترامب بالاستفادة من نجاحه قبل أن تتخذ موسكو أي خطوات في المنطقة

روسيا وواشنطن.. التوازن والاختيارات

يشير تقرير "ذا إنسايدر" إلى أن موسكو لم ترغب في مواجهة مفتوحة مع ترامب، وفضلت الانتظار لرؤية نتائج مساعي الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط.

 

كما أكد أن موسكو تدرك أن خطة ترامب لم تُحسم بالكامل، فكل بند تقريباً يثير خلافات بين الأطراف.

 

وقد أشارت المصادر إلى أن إعادة الرهائن الإسرائيليين لم تخلُ من صعوبات، إذ أعادت "حماس" 20 رهينة على قيد الحياة لكنها أبطأت في إعادة جثث القتلى.

 

وفي ظل هذه الظروف، لم يكن أمام روسيا خيار سوى الانتظار، مع السماح لترامب بالاستفادة من نجاحه، قبل أن تتخذ موسكو أي خطوات في المنطقة، بحسب التقرير.

القمة الروسية العربية.. دوافع موسكو وأهميتها

طرحت فكرة القمة لأول مرة في كانون الأول/ديسمبر 2024، خلال اجتماع لافروف مع وزراء خارجية دول جامعة الدول العربية في المغرب.

 

وأشارت التقارير إلى أن موسكو تسعى عبر القمة لإظهار استمرار تأثيرها السياسي في المنطقة، لا سيما بعد أن ركزت مواردها العسكرية والاهتمام الأكبر على أوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022.

 

وأوضحت المصادر أن روسيا تستفيد من علاقاتها مع العواصم العربية للحصول على دعم دبلوماسي، حتى عندما تتخذ الدول العربية مواقف حيادية من الصراع الأوكراني. 

 

كما أشارت إلى أن السعودية والإمارات وقطر تدخلت مراراً لحل القضايا الإنسانية، مثل تبادل الأسرى، دون التخلي عن تعاونها الاقتصادي مع موسكو.

 

وبعد فرار نظام بشار الأسد إلى موسكو، ازدادت أهمية القمة بالنسبة للكرملين لإثبات استمرار تأثيره في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل الحديث عن إنشاء تحالف بديل لحلف "الناتو"، ومواجهة النفوذ الغربي شرقاً، عبر تعزيز مفهوم "الشراكة الأوراسية الكبرى كأساس لبنية أمنية على مستوى القارة"، وفق تصريحات وزير الخارجية الروسي.

موسكو رغم تراجع نفوذها ما زالت قادرة على التأثير في المنطقة وإن كان غالباً خلف الكواليس

زيارة الشرع لموسكو واستمرار النفوذ الروسي

حتى مع تأجيل القمة، استقبلت روسيا الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع بأقصى درجات التكريم. 

 

وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" أن المباحثات بين الجانبين جرت في قاعة الاستقبال الخضراء بالقصر الكبير في الكرملين.

وشملت المحادثات التعاون الاقتصادي والسياسي، بالإضافة إلى بحث مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وإمكانية إعادة هيكلة الجيش السوري وتجهيزه بأنظمة دفاع جوي، مع التنسيق مع إسرائيل لتفادي الاحتكاك الإقليمي.

 

وأشار تقرير الموقع إلى أن موسكو ملتزمة بدورها كوسيط في النزاعات الداخلية السورية، بما في ذلك التعامل مع الأكراد في شمال شرق سوريا والدروز في الجنوب، ما يعكس استمرار أهميتها للسلطات السورية الجديدة.

روسيا في الشرق الأوسط.. دور محدود وفاعل

أوضح "ذا إنسايدر" أن موسكو، رغم تراجع نفوذها، ما زالت قادرة على التأثير في المنطقة، وإن كان غالباً خلف الكواليس.

 

واعتبر الموقع أن روسيا تظهر عند الحاجة لتقديم نفسها كلاعب مهم، وتظل شريكاً تفاوضياً موثوقاً، حتى في ظل تركز الاهتمام الدولي على جهود الرئيس الأمريكي ترامب، مع الإشارة إلى أن الدول العربية وإسرائيل لم تستبعد روسيا، رغم انخفاض قدرتها على التأثير المباشر في ملفات الصراع العربي الإسرائيلي.

التعليقات

الصنف

دولي

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025