التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع المستشار الألماني، فريدريش ميرتس في أنقرة، اليوم الخميس، في زيارة تتصدرها مناقشة الملف السوري ورفع العقوبات الأوروبية، إلى جانب ملفات الأمن والدفاع والهجرة.
وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده تولي أهمية خاصة للتعاون والتنسيق مع ألمانيا في ما يتعلق بسوريا، مشيراً إلى أن أنقرة تتابع عن كثب تطبيق "تفاهم العاشر من آذار" والرسائل الصادرة بشأنه.
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك، الخميس، مع المستشار الألماني: "ناقشنا مع السيد المستشار التطورات في بلدنا الجار سوريا".
وأضاف: "خلال الأشهر الإحدى عشرة التي تلت الثورة، حققت سوريا بقيادة الرئيس شرع تقدماً ملموساً على طريق إحلال السلام الدائم والاستقرار والتنمية الاقتصادية".
وتابع: "نؤمن بأن هذا المسار سيتسارع أكثر مع رفع العقوبات. إن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامة ترابها الوطني، وضمان رفاه جميع أبناء الشعب السوري وطمأنينتهم، هو هدفنا الأول".
وتابع: "نولي أهمية كبيرة لتنفيذ 'تفاهم العاشر من آذار'، ونتابع عن كثب الرسائل الصادرة بهذا الشأن".
وكشف: "نحن ندرك تماماً الأهمية التي توليها ألمانيا للعمل معنا بتنسيق وثيق في ما يتعلق بالقضية السورية".
حقبة جديدة
وتأتي زيارة ميرتس في ظل تقارب متزايد بين البلدين، وفي وقت تعتبر فيه أوروبا أن روسيا تمثل تهديداً متصاعداً، ما يجعل ملفات الأمن والدفاع والطاقة والهجرة في صدارة جدول المباحثات بين الجانبين.
وقال ميرتس في تدوينة عبر حسابه على "إكس" عقب زيارته ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، إنه ينبغي استغلال الإمكانات الكبيرة لعلاقات بلاده مع تركيا بشكل أفضل.
وأشار ميرتس إلى أن بلاده دخلت حقبة جيوسياسية جديدة، وأضاف: "لهذا السبب يتعين علينا توسيع شراكاتنا الإستراتيجية".
وأضاف: "علينا أن نستغل الإمكانات الكبيرة لعلاقاتنا مع تركيا بشكل أفضل، ويمكننا هنا البناء على أسس متينة".
الزيارة تجري أيضاً في مرحلة جديدة من التعاون الدفاعي بين البلدين، بعد أن كانت ألمانيا قد فرضت عام 2019 قيوداً على بيع الأسلحة لتركيا احتجاجاً على عملياتها العسكرية عبر الحدود في سوريا.
لكن هذه القيود رُفعت تدريجياً عقب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، في ضوء تغيّر التقديرات الجيوسياسية والأمنية الأوروبية.
وأكد وزير الخارجية الألماني يوهان ديفيد فادفول خلال زيارته الأخيرة لأنقرة أنه "لا توجد أي قيود على تركيا"، مضيفاً: "تركيا بالنسبة لنا شريك موثوق ومحوري في الناتو، ومن الطبيعي أن تتعاون صناعتانا الدفاعيتان بشكل وثيق للغاية".
كذلك، لا يزال ملف الهجرة يشكل أحد أبرز محاور العلاقة بين أنقرة وبرلين منذ اتفاق 2016 الذي أُبرم بين تركيا والاتحاد الأوروبي برعاية ألمانيا لإدارة أزمة اللجوء السوري. ورغم تغيّر المشهد في سوريا، لا يزال التعاون في هذا المجال مستمراً.


