انتقد الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، الجمعة، قرار سوريا حول الاعتراف رسميًا باستقلال جمهورية كوسوفو، معتبراً أن الخطوة جاءت نتيجة "النفوذ التركي المباشر" في دمشق.
وقال فوتشيتش في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مختلفة، إن ما حدث "كان متوقعًا من سوريا الخاضعة حاليًا لتأثير تركي مباشر"، مضيفًا أن الموقف الجديد يعكس "أهمية النهج السيادي والمستقل الذي اتبعه الرئيس السوري السابق بشار الأسد بالنسبة لبلاده".
وأوضح الرئيس الصربي أن وقوع أي دولة تحت تأثير قوة إقليمية كبرى مثل تركيا يجعل من الطبيعي أن نشهد "مثل هذه التطورات السياسية".
وجاءت تصريحات فوتشيتش عقب إعلان وزارة الخارجية السورية اعتراف دمشق رسميًا بجمهورية كوسوفو دولة مستقلة وذات سيادة، وفق بيان صدر مساء الأربعاء.
وأوضحت الوزارة أن القرار جاء "انطلاقًا من إيمان سوريا بحق الشعوب في تقرير مصيرها، وحرصها على تعزيز مبادئ السلام والاستقرار في منطقة البلقان والعالم"، مشيرة إلى أن الاعتراف تم خلال اجتماع ثلاثي عقد في العاصمة الرياض وضم سوريا والمملكة العربية السعودية وجمهورية كوسوفو.
وبيّن البيان أن الخطوة تأتي ضمن سياسة الانفتاح السورية الهادفة إلى توسيع جسور التعاون مع مختلف الدول، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز علاقات الصداقة بين الشعوب.
كما عبّرت الخارجية السورية عن تقديرها لجهود المملكة العربية السعودية في تقريب وجهات النظر ودعم الحوار الذي أسهم في تهيئة الظروف الملائمة لاتخاذ القرار، مؤكدة تطلع دمشق إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع كوسوفو في أقرب وقت ممكن وتطوير التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
ويُذكر أن سوريا لم تكن قد اعترفت سابقًا باستقلال كوسوفو خلال عهد النظام السابق، إذ حافظت على علاقات متينة مع صربيا التي استقلت عنها كوسوفو عام 2008م، وشهدت السنوات الماضية لقاءات دبلوماسية بين البلدين، كان أبرزها اجتماع وزير الخارجية السوري آنذاك فيصل المقداد مع مساعد وزير الخارجية الصربي في دمشق عام 2021م.
وفي المقابل، كانت كوسوفو قد أعلنت في عام 2012م دعمها للمعارضة السورية ونفت في الوقت نفسه اتهامات روسية بشأن استخدام أراضيها لتدريب عناصر من المعارضة المسلحة، مؤكدة حينها وجود "اتصالات دبلوماسية" مع ممثليها.
