هاشتاغ - خاص
نفذت الطائرات التركية خلال اليومين الماضيين غارات جوية استهدفت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في محافظة الحسكة، وسط تحركات عسكرية مكثفة من قبل كل من "قسد" والفصائل المسلحة المدعومة من تركيا.
تحركات عسكرية بعد القصف
رداً على الضربات التركية، دفعت قوات "قسد" بتعزيزات عسكرية كبيرة نحو خطوط التماس مع الفصائل المدعومة من أنقرة، خاصة في مناطق تل تمر وعين عيسى.
وأفادت مصادر لـ "هاشتاغ" بأن "قسد" كثفت عملياتها الأمنية في المناطق القريبة من الحدود التركية، حيث عززت وجودها على عدد من الطرق الرئيسية، ونشرت المزيد من الحواجز العسكرية في المناطق الحساسة خشية وقوع هجمات جديدة.
كما عمدت وحدات من "قسد" على تمشيط عدد من القرى القريبة من تل تمر بحثاً عن "خلايا نائمة" يُعتقد أنها تعمل لصالح الفصائل المدعومة من تركيا، في محاولة لمنع أي عمليات تسلل أو هجمات مفاجئة.
تحركات موازية
في المقابل، أفادت مصادر محلية بأن الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة عززت مواقعها في ريفي رأس العين وتل أبيض، ونقلت دفعات جديدة من المقاتلين إلى المناطق الحدودية.
وبحسب المصادر، فإن هذه الفصائل أجرت تدريبات عسكرية مكثفة خلال الأيام الماضية، وسط توقعات بتحضيرها لعمليات عسكرية قد تستهدف مواقع لـ "قسد" في مناطق استراتيجية قريبة من الحدود.
تفاصيل الضربات التركية
بحسب البيان الرسمي الصادر عن قوات سوريا الديمقراطية، فإن الطائرات التركية شنت، يوم الأربعاء، سلسلة من الغارات الجوية على منطقة "الرويشد" في بلدة الشدادي جنوبي الحسكة.
وأوضحت "قسد" أن القصف استهدف نقطة عسكرية تابعة لها، بالإضافة إلى منازل سكنية، وسيارة تقل عدداً من الأشخاص، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
الأفق السياسي للأزمة
يأتي التصعيد العسكري في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من الجمود السياسي، حيث لم تفلح الوساطات الدولية حتى الآن في احتواء التوترات بين تركيا و"قسد"
وفي حين تسعى أنقرة إلى تقويض نفوذ "قسد" ومنع أي مشروع كردي على حدودها الجنوبية، تؤكد الأخيرة أنها تواصل التنسيق مع التحالف الدولي لمواجهة تهديدات تنظيم "داعش"، معتبرةً أن التصعيد التركي "يعطل الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
ويخشى مراقبون من أن تؤدي هذه التطورات إلى اندلاع مواجهات واسعة النطاق بين الطرفين، خصوصاً مع استمرار التصعيد وغياب أي جهود فعلية للتهدئة.