ألقت السلطات التركية القبض على أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية اسطنبول، أكبر مدينة في تركيا، بعد إعلان جامعة إسطنبول إلغاء شهادته الجامعية بسبب مخالفات.
وكشف وزير العدل التركي، يلماز تونتش، أن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي اعتقل صباح اليوم الأربعاء من منزله، يواجه تهمتين تتعلقان بـ"الفساد" و"مساعدة منظمة إرهابية".
وقالت وسائل إعلام محلية، بينها قناة "سي.إن.إن ترك" إن اعتقال إمام أوغلو جاء بتهم تزعم منظمة إجرامية والرشوة والتلاعب في المناقصات ومساعدة منظمة إرهابية، في إشارة إلى "حزب العمال الكردستاني".
ويأتي اعتقال إمام أوغلو، الذي يحظى بشعبية كبيرة، في إطار حملة قانونية، مستمرة منذ شهور في جميع أنحاء البلاد على شخصيات من المعارضة، وُصفت بأنها محاولة مسيسة للإضرار بفرصها في الانتخابات.
وطالت حملة اعتقالات في الأشهر الماضية، مسؤولي ورؤساء بلديات بتهم مشابهة، بينها الفساد، والإرهاب، وكثير منهم يتبعون لحزب الشعب الجمهوري، وبينهم رئيس بلدية منطقة "إسنيورت"، وهي أكبر البلديات الفرعية في إسطنبول.
إلى ذلك، يقول مسؤولو "حزب الشعب الجمهوري" وكتاب ومؤيدون للحزب، إن الحكومة التركية بقيادة "حزب العدالة والتنمية"، والرئيس إردوغان، تخشى منافسة إمام أوغلو بعد أكثر من 20 عاما على تصدر صناديق الانتخاب.
وكان حزب الشعب الجمهوري المنتمي إليه إمام أوغلو (54 عاما)، المتفوق على إردوغان في بعض استطلاعات الرأي، على وشك ترشيحه خلال أيام للرئاسة.
وجاء قرار إلغاء شهادة إمام أوغلو الجامعية تزامنا مع جولة قام بها في الولايات التركية استعدادا للانتخابات التمهيدية التي سيجريها "حزب الشعب الجمهوري"، لاختيار مرشحه لرئاسة الجمهورية حيث كان إمام أوغلو هو "المرشح الوحيد" في هذه الانتخابات، التي ستجرى يوم الأحد المقبل.
ومن المقرر إجراء الانتخابات المقبلة عام 2028، واستنفد إردوغان فرص الترشح للرئاسة المحددة بفترتين. وإذا رغب في الترشح مرة أخرى، عليه الدعوة إلى انتخابات مبكرة قبل انتهاء فترته الرئاسية الحالية، أو تعديل الدستور.
ويشار إلى أن إردوغان مني بأسوأ هزيمة انتخابية له العام الماضي عندما فاز "حزب الشعب الجمهوري" باكتساح في المدن التركية الكبرى وهزم "حزب العدالة والتنمية" الحاكم في معاقله السابقة في انتخابات البلدية.
من جهته، رئيس "حزب الشعب الجمهوري"، أوزغور أوزيل، وصف اعتقال أكرم إمام أوغلو الذي ينتمي للحزب، بأنه "انقلاب".
ونقلت قناة "سوزجو" التلفزيونية عن رئيس أكبر أحزاب المعارضة قوله، "إن استخدام القوة لاتخاذ قرار بدلا من الشعب، أو استبدال إرادته أو منعها، هو انقلاب".
وأضاف: "الآن، هناك قوة قائمة لمنع الشعب من تحديد الرئيس القادم. نواجه محاولة انقلاب على رئيسنا القادم".
في السياق، تجمع متظاهرون قرب مقر الشرطة الرئيسي في إسطنبول احتجاجا على اعتقال إمام أوغلو.
وردد المحتجون هتافات دعم لرئيس البلدية وشعارات مناهضة للحكومة. وقال أحد المحتجين واسمه بولانت جولتن "يقومون بانقلاب الآن على إمام أوغلو الذي هزم أردوغان 4 مرات في صناديق الاقتراع منذ عام 2019 بإرادة الأمة"، في إشارة إلى الانتخابات البلدية التي جرت عامي 2019 و2024 عندما هزم حزب الشعب الجمهوري بزعامة إمام أوغلو أردوغان في معظم المدن الكبرى.
وأضاف: "اليوم، ستتحد الأمة التركية مرة أخرى ضد من يخونون الديمقراطية والإرادة الوطنية. يكبر أكرم إمام أوغلو ويزداد قوة في نظر الشعب".