أوضح المهندس الزراعي أنس رحمون الذي يشارك في إعداد خطة حكومية للنهوض بقطاع الزراعة للسنوات الخمس القادمة، أن هناك مساحات زراعية واسعة عادت إلى الإنتاج والاستثمار، لكنها تعاني تحديات عديدة أبرزها تأمين الري ووجود مخلفات الحرب والألغام ونقل موقع "تلفزيون سوريا" حول ملف الري، أن رحمون لفت إلى أن المنطقة الشمالية كانت تعتمد سابقا على مشروع عين الزرقاء الذي تستجر مياهه من نهر العاصي وتروي مناطق واسعة من سهلي الروج والغاب. وبيّن المهندس الزراعي أن الخطة في عام 2010 كانت أن تصل المياه إلى معرة النعمان وخان شيخون، بالموازاة مع وجود خطة قديمة لاستجرار مياه نهر الفرات باتجاه المناطق الغربية واستصلاحها، مضيفاً أنه في ظل حالة الجفاف القاسية التي تمر على البلاد ولم تتكرر منذ 40 سنة، تبرز الحاجة الملحة إلى التغلب على تحدي الري، وأن وجود مشاريع ري معطلة في المنطقة يزيد الأمر سوءا. وأشار رحمون، أنه يمكن لكل مزارع تجهيز المحراث والحصادة وسائر أدوات الفلاحة من دون الاعتماد حاليا على أي جهة داعمة، ريثما يتم تنشيط هذا القطاع وإحياء المساحات الزراعية الواسعة، أو بالاستناد إلى بعض المشاريع التي يمكن أن تطرحها المنظمات أو الحكومة والتي تتمثل بتقديم أقساط لتمويل المزارعين، على غرار مشاريع كانت يعمل بها سابقا في المناطق المحررة. وحول انعكاسات عودة عدد كبير من فلاحي مناطق الاستهداف السابقة ومناطق خطوط التماس السابقة على قطاع الزراعة أوضح رحمون أن "ظروف الجفاف الحالية تقف عائقا أمام حدوث الوفر الاقتصادي في قطاع الزراعة نظرا للمساحات الشاسعة الصالحة للزراعة"، مقدرا أن "تسهم مناطق الشمال الغربي في نسبة تتجاوز الـ 30% من مجمل الإنتاج الزراعي للبلاد، في حين كانت ظروف المناخ مختلفة وتم تمويل مشاريع الري والحبوب". واستبعد المهندس الزراعي أن يحقق الموسم الزراعي الحالي فروقات كبيرة على مستوى مجمل الإنتاج، خاصة في ظل وجود مخاطر تطول بعض المساحات الزراعية المزروعة بالألغام والذخائر غير المتفجرة، والتي تتطلب وعيا مجتمعيا وحكوميا لتلافي انعكاساتها السلبية سواء على حياة المزارع أو على إخراج مساحات زراعية من الخدمة. ويرصد المهندس الزراعي تركز المساحات الزراعية التي عادت إلى الإنتاج بعد سقوط النظام المخلوع في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي يضاف إليها مساحات واسعة من ريف حلب الجنوبي، ويمكن تقدير المساحة بأكثر من 300 ألف هكتار، تشمل فقط الأراضي الصالحة للزراعة.