هاشتاغ
بحث

"اليهود" يخسرون حرب الرأي العام على سائل التواصل الاجتماعي.. لماذا؟

26/03/2025

شارك المقال

A
A

هاشتاغ - خاص

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، بأنه حان الوقت الآن "للشعب اليهودي" أن يبدأ بالتفكير في كيفية استخدام التكنولوجيا و"موهبتنا في الابتكار للدفاع عن شعبنا وبلدنا في حرب الرأي العام الإلكترونية".

(وتجدر الإشارة إلى أن عبارة "اليهود" أينما وردت في المادة هي بديل عن كلمة "الإسرائيليين" لأن الصحافة الإسرائيلية تعمل على تعميم مفهوم أن معاداة "إسرائيل" هو معاداة "لليهود" أو معاداة "للسامية").

يأتي هذا التقرير في وقت دعا فيه السفير الإسرائيلي لدى النمسا إلى قتل الأطفال الفلسطينيين في غزة متهماً إياهم بحمل السلاح ضد الإسرائيليين.

وبحسب الصحيفة، فقد نشر مركز هارفارد للدراسات السياسية الأمريكية استطلاع رأي في شهر شباط/فبراير 2025، "أظهر أن 46% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً في الولايات المتحدة يدعمون حماس - ليس الفلسطينيين!!، بل حماس. وأظهر الاستطلاع نفسه أن 39% من هذه الفئة العمرية نفسها عارضت الإفراج غير المشروط عن الرهائن الإسرائيليين".

وتتساءل الصحيفة: كيف وصلنا إلى هذا الوضع؟ وتجيب أنه في استطلاع رأي آخر أجراه مركز "بيو للأبحاث" في تشرين الأول ‌ أكتوبر 2024 على الأمريكيين، وجد أن "البالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً يميلون إلى الثقة بالمعلومات الواردة من وسائل التواصل الاجتماعي بقدر ثقتهم بوسائل الإعلام الوطنية".

كما أظهر استطلاع رأي أُجري قبل شهرين أن 52% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً يحصلون على أخبارهم السياسية من "تيك توك"، بينما أفاد 50% من مستخدمي منصة "X" أنهم يحصلون على "أخبارهم" بانتظام من تلك المنصة.

وتعزو الصحيفة ذلك إلى أن ما يحصل عليه هؤلاء الشباب من أخبار تتعلق بإسرائيل هو من وسائل التواصل الاجتماعي.

تجدر الإشارة أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كبيراً في كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة بعدما منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وسائل الإعلام التقليدية العالمية من تغطية الحرب على القطاع بعد السابع من تشرين الأول ‌ أكتوبر 2023 وفرضت رقابة عسكرية على كل ما ينشر في تلك الوسائل حول الحرب.

بينما وثقت كاميرات الشباب الفلسطينيين المحاصرين في القطاع أبشع حرب إبادة استهدفت المشافي والمدارس ومراكز الإيواء والأحياء السكنية وراح ضحيتها بحسب إحصاءات رسمية أكثر من 50 ألف شخص أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء.

وقبل أيام، خرقت سلطات الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وشنت هجمات أودت بحياة أكثر من 300 فلسطيني في غضون 48 ساعة.

سياسة الإجرام هذه عبّر عنها بكل صدق السفير الإسرائيلي في النمسا ديفيد رويت في تسجيل مسرّب خلال لقائه مع الجالية اليهودية هناك، عندما دعا إلى إعدام كل قاصر فلسطيني يحمل بندقية أو قنبلة.

وبالعودة للصحيفة الإسرائيلية فإنه وبحسب منصة "سايبرويل" غير الربحية لرصد "معاداة السامية" في أواخر عام 2024، أي بعد 11 شهراً من هجمات 7 تشرين الأول ‌ أكتوبر، كانت هناك "زيادة بنسبة 36% في كراهية "اليهود" عبر الإنترنت" و"تضاعف في الدعوات الصريحة للعنف ضد اليهود".

وترى الصحيفة أنه لا شيء من هذا يحدث بالصدفة. إن سرعة إنشاء المحتوى المعادي للسامية، واتساق الرسائل، والاستهداف المحدد للشباب، تعكس بشكل لا لبس فيه إستراتيجية مدروسة ومدارة جيداً لوسائل التواصل الاجتماعي. وقد أطلق أحد المدافعين الفلسطينيين على هذا الجهد المنسق اسم "الانتفاضة: وسائل التواصل الاجتماعي كمقاومة".

وأشار آخر إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد مكّن عامة الناس من التنسيق، والنزول إلى الشوارع احتجاجاً، وإقامة خيام احتجاجية في الجامعات، وإطلاق العرائض وجمع التبرعات، وتعطيل عمل السياسيين، وإيقاف مصانع الأسلحة، وإحياء حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) (التي أثرت في نهاية المطاف على أرباح شركات مثل ستاربكس وماكدونالدز).

وبناء عليه ترى الصحيفة أنه ليس من المستغرب أن "يدعم الشباب دون سن الثلاثين حماس بشكل غير متناسب، ويعارضون قضية إنسانية جوهرية كإطلاق سراح الرهائن".

وتوضح الصحيفة أن "المجتمع اليهودي المنظم" لم يرد على هذا الهجوم الشرس من الكراهية على الإنترنت، وجميع الجهود المبذولة كانت متواضعة في هذا المجال. وأنه بالرغم من أن العديد من الشركات العالمية الناجحة أسسها ويديرها يهود وخصوصاً مزودي التكنولوجيا، فإنهم لا يطبقون إستراتيجية لوسائل التواصل الاجتماعي لحماية مجتمعاتهم وإسرائيل.

التعليقات

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

الكلمات المفتاحية

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025