قال مصدر عسكري سوري، إن إيران بدأت عملية "إعادة تموضع" في سوريا عبر إحياء شبكات ميليشياتها السابقة في البلاد، بعد أن خسرت كل ما عملت عليه خلال عقد من الزمن في ظل السقوط السريع لنظام بشار الأسد في الثامن من كانون أول/ديسمبر 2024.
وذكر المصدر في تصريحات لـ "إرم نيوز"، أن آخر محاولات إيران لاختراق الساحة السورية كانت ببعض المناطق من محافظة درعا، فيما تحتفظ بالفعل بشبكة نفوذ قوية في المنطقة القريبة من الحدود السورية العراقية، عبر قوات من العشائر التي سبق أن دربتها ومولتها طيلة سنوات وجودها في سوريا.
موطئ قدم جديد
وبحسب المصدر العسكري فإن إيران قدمت الشهر الماضي دعما بمئات آلاف الدولارات لبعض المجموعات الصغيرة في منطقة "اللجاة" بدرعا و"طفس" وقرى أخرى، وذلك عبر شخصيات مرتبطة بـ "حزب الله" اللبناني، وذلك بهدف إعادة تشكيل ولاءات جديدة لـ الحزب والمشروع الإيراني في الجنوب السوري، وفق تعبيره.
وقال المصدر إن إيران و"حزب الله" يستغلان حالة النقمة الكبيرة من قبل أهالي درعا نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المنطقة، والتوغل البري الكبير الذي قامت به القوات الإسرائيلية في الأشهر التي تلت سقوط نظام الأسد، والذي حرم المئات من أراضيهم وأرزاقهم.
ويوضح المصدر أنه نتيجة لاتصالاته مع بعض الأهالي في المنطقة، وجد أن التسلل الإيراني الجديد وجد أرضية وقبولا بين بعض الأهالي بسبب موقف الإدارة السورية الجديدة "السلبي" تجاه ما يحدث من اعتداءات إسرائيلية، والصمت عليها لدرجة عدم إدانتها في معظم الأحيان. وأيضا عدم القدرة على ردعها.
وبالتالي، يقول المصدر، تستغل إيران و"حزب الله" هذه الأوضاع، وتقوم بالترويج أن هذه التشكيلات سيكون هدفها مواجهة التوغل الإسرائيلي في الجنوب السوري ومقاومته.
وبحسب المصدر، يتم إخبار "العناصر المحتملين" بأنه في الوقت الراهن لا توجد أي أوامر لبدء عمليات ضد الوجود الإسرائيلي، بل ستكون المرحلة متسمة بـ"الترقب والتنظيم، بانتظار الفرصة المناسبة لبدء التحرك الميداني".
وأضاف المصدر، أن "النفوذ الجديد الموالي لإيران في الجنوب ما زال في مرحلة الإنعاش، والمرحلة الحالية هي مرحلة تشكيل المجموعات ليتم لاحقا استخدامها في تنفيذ عمليات أمنية تشمل اغتيالات وتفجيرات، بهدف إثارة الفوضى، ومحاولة التحضير لعمليات تستهدف الوجود الإسرائيلي في ريف القنيطرة وأطراف منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي لخلق توتر أكبر بين الحكومة الجديدة والجانب الإسرائيلي".
وربط المصدر بين حملة الاعتقالات التي تقوم بها الإدارة السورية الجديدة في بعض المناطق بملف عودة إيران و"حزب الله" إلى النشاط في بعض المناطق السورية، وخاصة في الجنوب، ومن هنا كانت الحملة الأمنية يوم أمس على منطقة السيدة زينب بريف دمشق، حسب قوله.
ويشار إلى أن وزارة الداخلية في الحكومة السورية، أعلنت، الخميس، عن إطلاق حملة أمنية موسعة ضد خلايا تابعة لحزب الله في منطقة السيدة زينب بريف دمشق.