هاشتاغ - ترجمة
تعمل مجموعة من اليهود الذين غادروا سوريا منذ عقود، على رفع العقوبات الأمريكية عن الحكومة السورية الجديدة التي كانت تربطها صلات سابقة بتنظيم القاعدة، بالرغم من حذر جماعات يهودية أخرى وإسرائيل، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. .
وبحسب التقرير، فإن هنري حمرا وهو يهودي سوري، عقد عدة اجتماعات مع نواب أمريكيين في واشنطن ومع جماعات دعم من الأمريكيين السوريين للضغط على الولايات المتحدة لرفع العقوبات المفروضة على سوريا.
غادر هنري حمرا دمشق في سن المراهقة قبل أكثر من 30 عاماً، ولم يكفّ خلال تلك الفترة عن الحنين إلى الوطن، حيث قال لعدد من النواب الأمريكيين في واشنطن: "كان حلمي العودة".
وفي شباط/فبراير الماضي، وبعد سقوط نظام الأسد بفترة قصيرة، عاد حمرا ووالده الحاخام يوسف حمرا، مع يهود آخرين لزيارة مواقع أثرية تُعدّ بقايا قرون عديدة من التاريخ اليهودي السوري. وساعدت الحكومة الجديدة للرئيس أحمد الشرع، في إتمام هذه الرحلة.
وجد حمرا أن أربعة عشر عاماً من الحرب الأهلية، ومن القيود المالية التي فرضتها الحكومة الأمريكية وجهات أخرى، شلّت سوريا مادياً واقتصادياً. كما أن المواقع التي كان يتوق لرؤيتها إما في حالة سيئة أو مدمرة، بما في ذلك كنيس جوبر القديم ومقبرة دمشقية تضم رفات أحد الصوفيين البارزين من القرنين السادس عشر والسابع عشر.
وقال في اجتماع مع النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا جيمي بانيتا: "هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به، وأعتقد أن الشيء الوحيد الذي يوقف الأمر برمته هو العقوبات".
وانضمت عائلة حمرا إلى جماعات الضغط السورية الأمريكية، التي تشكلت في البداية لمعارضة حكومة بشار الأسد، في الضغط على الولايات المتحدة لرفع العقوبات عن الحكومة الجديدة. وتواصلت العائلة، التي يشكل أفرادها أعضاء بارزون في الجالية اليهودية السورية الكبيرة في بروكلين، مع تلك الجماعات طلباً للمساعدة في تنظيم زيارتهم إلى سوريا، وتم تجنيدهم بدورهم للمساعدة في الدفاع عن قضية تخفيف العقوبات وإقناع المسؤولين الأمريكيين.
لكن مارشال ويتمان، المتحدث باسم لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، وهي جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل، قال: "أي تغيير في السياسة يجب أن يستند إلى إظهار مستمر للسلوك الإيجابي من جانب الحكومة السورية الجديدة".
ولا تزال إسرائيل تشعر بقلق بالغ من الشرع، العضو السابق في تنظيم القاعدة حيث قامت منذ سقوط نظام الأسد، بنشر الجيش الإسرائيلي في جنوب سوريا ونفذت مئات الغارات الجوية.
ويقول معاذ مصطفى، الذي يقود فرقة عمل الطوارئ السورية، وهي منظمة أمريكية غير ربحية سهّلت زيارة الوفد اليهودي إلى سوريا، عن اعتقاده بأنه كان يتوقع أن تثير الزيارة اهتماماً، تحديداً لأن اليهود يبدون مناصرين غير متوقعين للحكومة الجديدة.
وأعرب حمرا عن خشيته من أنه بدون تخفيف العقوبات، لن تتعافى سوريا - ولن يتمكن من تحقيق حلم آخر بدا مستحيلاً في السابق، وهو ترميم ما تبقى من تاريخ يهود سوريا.
وبحسب التقرير، يعيش في سوريا أقل من 10 يهود، وفقاً لأبراهام ماركوس، أستاذ التاريخ في جامعة تكساس في أوستن، والذي يدرس يهود سوريا.
قبل قرن من الزمان، كان عددهم عشرات الآلاف. وعلى مدى أكثر من ألفي عام في ظل حكم الفرس والرومان والبيزنطيين والعرب والعثمانيين، كانت الأعداد تتقلب، ولكن، كما قال ماركوس، "هناك تاريخ من المجتمعات التي كانت ناجحة ومزدهرة وفي معظم الحالات لم تعاني من التمييز".
مع تأسيس إسرائيل عام ١٩٤٨، واجه اليهود السوريون عداءً، وفرّ الكثير منهم حتى فرضت الحكومة قيوداً على الهجرة والسفر. وفي عام ١٩٩٢، خفف الرئيس حافظ الأسد - والد بشار الأسد، الذي أُطيح به العام الماضي - القيود ولم يبقَ سوى عدد قليل من اليهود.
قال الحاخام السوري الرئيسي، إبراهيم الحمرا - شقيق الحاخام يوسف الحمرا - عام ١٩٩٤، قبل أن يهاجر هو الآخر: "لم يتبقَّ سوى القليل الآن". وقد توفي في إسرائيل عام ٢٠٢١.
والآن، يتجول أقاربه في واشنطن مع معاذ مصطفى، الذي قال إنهم التقوا بأشخاص في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية ومبنى الكابيتول. وأكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية عقد اجتماع؛ ولم يستجب البيت الأبيض لطلب التعليق.
لن يحصل تخفيف العقوبات عن سوريا سريعاً، إن حدث أصلاً، لكن بعض المشرعين من كلا الحزبين يدافعون عن هذا الأمر لدى إدارة ترامب. وكتب النائب جو ويلسون، الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية وعضو لجنة الشؤون الخارجية، والسيناتور إليزابيث وارن عن ولاية ماساتشوستس، أكبر ديمقراطية في لجنة البنوك، رسالة إلى وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الخزانة سكوت بيسنت الشهر الماضي، محاولين اقناعهم بأن "القيود الواسعة" التي استهدفت النظام البائد "تهدد الآن بتقويض أهداف الأمن القومي الأمريكي وإعاقة إعادة إعمار سوريا".
والتقى ويلسون بعائلة الحمرا يوم الثلاثاء، وأعرب عن "تفاؤله" برواياتهم عن تفاعلاتهم مع الحكومة السورية الجديدة. وقال: "من الواضح أن الصلات بالإرهاب يجب أن تقلقنا. لكن الناس يتغيرون، حسناً. كما نرى، دول بأكملها تتغير".
ولاحقاً، نشر ويلسون على مواقع التواصل الاجتماعي عن "اللقاء المهم" مع اليهود السوريين. وقال: "أتفق معهم. يجب أن نخفف العقوبات على الشعب السوري لنمنحه فرصة للعيش".