حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من تدهور الأمن الغذائي في سوريا، متوقعة انخفاض إنتاج الحبوب في البلاد بنسبة 13% خلال عام 2025 مقارنة بالعام السابق.
وأرجعت المنظمة هذا التراجع إلى الأوضاع الاقتصادية المتردية، واستمرار النزاع، إلى جانب تأثيرات التغير المناخي.
ورغم تسجيل انخفاض طفيف في أسعار المواد الغذائية، فإن سوريا تواجه ما وصفته المنظمة الدولية بأزمة غذائية متفاقمة.
ويأتي ذلك في وقت لا يزال فيه ملايين السوريين يواجهون صعوبة في تأمين احتياجاتهم الأساسية، خاصة في المناطق المتأثرة بالنزاع أو التي تعاني من ضعف الخدمات والبنية التحتية.
نصف السكان في خطر
أكد برنامج الأغذية العالمي أن "نصف سكان سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي"، مشيراً إلى أن الأسباب الرئيسية لذلك تشمل الصراع المستمر، والانهيار الاقتصادي، والتصعيد الأمني الأخير في بعض المناطق.
ولفت البرنامج في منشور على منصة "إكس" إلى أن "أكثر من 7 ملايين شخص لا يزالون نازحين داخلياً، ويعيش كثير منهم في ظروف قاسية بعد تدمير البنية التحتية والمنازل والخدمات".
واعتبر البرنامج أن هذه المرحلة تشكل "لحظة حاسمة" بالنسبة لسوريا، داعياً إلى تكثيف جهود الإغاثة والدعم الإنمائي العاجل لاحتواء الأزمة.
الجفاف وتغير أنماط الزراعة
بحسب تقرير الفاو، فإن تراجع الإنتاج الزراعي يعود إلى تأخر زراعة الحبوب الشتوية نتيجة قلة الأمطار في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، إضافة إلى موجة جفاف مبكرة أثّرت بشكل مباشر على المساحات المزروعة وجودة المحاصيل.
وأشار التقرير إلى أن تغير المناخ بدأ يغيّر النمط الزراعي في البلاد بشكل لافت.
كما لفتت المنظمة إلى أن ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية دفع العديد من المزارعين إلى التحول نحو زراعة محاصيل أكثر ربحاً، على حساب محاصيل الحبوب الأساسية، ما زاد من هشاشة منظومة الأمن الغذائي الوطني.
دعوات إلى تدخل دولي عاجل
في ظل هذه المعطيات، تتزايد الدعوات لتدخل المجتمع الدولي والمنظمات المختصة لدعم القطاع الزراعي في سوريا، خصوصاً في المناطق المتضررة.
وأكدت الفاو على ضرورة توفير الدعم المباشر للمزارعين وتمكينهم من الوصول إلى البذور والأسمدة والمياه، إضافة إلى تحسين ظروف التخزين والتسويق.
كما شدّدت على أهمية الاستثمار في استعادة البنية التحتية الزراعية المتضررة بفعل الحرب والتغيرات المناخية، كخطوة أساسية لاستعادة الاستقرار الغذائي على المدى المتوسط.