هاشتاغ: ترجمة
يبدو أن تركيا تُقلل من شأن التوترات مع إسرائيل في سوريا. يأتي هذا في الوقت الذي صعّدت فيه إسرائيل ضرباتها على مواقع مثل قاعدة "T-4 "الجوية (المعروفة أيضا باسم قاعدة تياس الجوية) بالقرب من تدمر، وقد صرّحت وسائل الإعلام الإسرائيلية علنا بأن الضربات رسالة إلى أنقرة.
وفي مقال تحليلي، أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إلى أن "أنقرة عادة ما تكون أكثر عدوانية وميلا للصراخ والتهديد"، متسائلة: "لماذا أحجم الرئيس التركي المتهور رجب طيب أردوغان، الذي شبّه إسرائيل بألمانيا النازية في الماضي، عن توجيه تهديدات بشأن ما جرى سوريا؟
وتابعت الصحيفة: "هناك عدة إجابات، الأولى هي الأكثر وضوحا، حيث تُريد أنقرة إقامة علاقات إيجابية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فهي تعلم أن الإدارة مؤيدة جدا لإسرائيل. كما تعلم أن إسرائيل تحظى بدعم في البيت الأبيض يتجاوز دعم أي دولة أخرى".
على سبيل المثال، كانت إدارة ترامب على استعداد لتحدي حلفاء أمريكا التقليديين والتاريخيين، مثل كندا، وفرض رسوم جمركية على الأصدقاء والأعداء على حد سواء - لكن الإدارة تدعم إسرائيل بشدة.
قد لا يكون هذا هو الحال دائما، ولكنه كذلك الآن. هذا يعني أن إسرائيل تحظى باهتمام أعضاء الإدارة الرئيسيين - أكثر من تركيا. أنقرة تعرف ذلك وربما تفضل عدم إثارة المشاكل، أو على الأقل ليس الآن.
وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أن تركيا كانت تملك علاقات وثيقة مع إدارة ترامب الأولى، وتتوقع أن تستمر هذه العلاقات. ومع ذلك، فهي تعلم أيضا أنه يجب عليها توخي الحذر حتى لا تغضب الإدارة. وقد أجرت أنقرة بالفعل اتصالات، لا سيما مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.
ومع ذلك، لم يُعقد اجتماع رفيع المستوى مع ترامب حتى الآن، بينما التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالفعل بالرئيس الأمريكي وعاد مرة أخرى إلى واشنطن لجولة جديدة من اللقاءات.
إعادة النظر في الاستراتيجية
لم تكن تركيا تخشى تحدي إسرائيل خلال ولاية ترامب الأولى. عندما نقلت الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، إذ قادت أنقرة المعارضة لهذه الخطوة.
وعندما كانت اتفاقيات إبراهيم على وشك التوقيع، هددت تركيا بقطع علاقاتها مع الإمارات العربية المتحدة. كما هددت اليونان والقوات الأمريكية في سوريا. وأثارت أنقرة فوضى داخل حلف "الناتو".
ووفقا للصحيفة، فإن "أنقرة قد تعيد النظر في هذه الاستراتيجية هذه المرة. ربما تعتقد تركيا أن التحلي باللطف في سوريا قد يكون خدعة طويلة الأمد. باختصار، تريد تركيا أن تكون حاضرة في سوريا، لكنها تستطيع الانتظار".
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا ربما فوجئت أيضا بمدى عدوانية إسرائيل في سوريا. فقد نفذت إسرائيل غارات جوية لسنوات في سوريا، لذا لم تكن ضرباتها مفاجئة بشكل خاص. مع ذلك، فإن حقيقة أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أوضحت أن الضربات على قاعدة "T -4" أو على مطار عسكري بالقرب من حماة كانت رسالة إلى أنقرة توضح نهجا جديدا.
في السياق، نشر موقع "واي نت" تحليلا هذا الأسبوع، جاء فيه: "تفكر إسرائيل وتركيا في كيفية تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ حتى يستقر الحكم".
وقال الكاتب رون بن يشاي، الخبير المعروف: "بينما تتنافس إسرائيل وتركيا على النفوذ في سوريا ما بعد (بشار الأسد)، تتصاعد التوترات بشأن الطموحات العسكرية والاقتصادية. وبينما تسعى إسرائيل لمواجهة الوجود التركي المتزايد، تستكشف الدولتان اتفاقيات بوساطة لتقاسم السيطرة حتى تستقر سوريا".
وبحسب مقال "جيروزاليم بوست"، يمكن لتركيا أن تقرأ هذا أيضا، وتفهم أن هذه الرسالة تأتي على الأرجح من أعلى دوائر التفكير الاستراتيجي في إسرائيل.
وتختتم الصحيفة، ربما أخطأت إسرائيل في فهم غزة وقللت من شأن حماس، لكن أنقرة ترى أن إسرائيل لا تقلل من شأن تركيا، مشيرة إلى أن إسرائيل تعلم أن تركيا تريد الانتقال إلى قواعد في سوريا، فمن الواضح أن هذه الرسالة مصممة للردع.
المصدر: صحيفة "جيروزاليم بوست"