كشفت "رويترز" عن تجهُّز "إسرائيل" لضرب منشآت نووية في إيران، بحسب معلومات استخباراتية حصلت عليها الولايات المتحدة.
وأوضح مسؤولون أمريكيون أنه لم يتضح بعد إن كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قراراً نهائياً.
وأفادت شبكة "CNN" الأمريكية بأن "إسرائيل" لن تقبل بصفقة سيئة مع إيران، وأنها تستعد لضربها ضرباً منفرداً.
ونوه مسؤولون أمريكيون بأنه لا يوجد دليل قاطع على أن القيادة الإسرائيلية اتخذت قراراً نهائياً بتنفيذ الهجوم.
وأشار المسؤولون إلى وجود خلافات داخل الإدارة الأمريكية بشأن مدى احتمال أن تقدم "إسرائيل" على هذه الخطوة.
وتعتمد "إسرائيل" في قرارها إلى حد كبير على تقييم المحادثات والمفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، بشأن الملف النووي.
وذكر مصدر مطلع على الاستخبارات الأمريكية أنه إذا لم يتم التوصل في الاتفاق على التخلص الكامل من اليورانيوم الإيراني، فإن احتمالية تنفيذ الضربة سيكون أكبر.
بالمقابل، تفتقر القيادة الإيرانية إلى خطة بديلة واضحة لتطبيقها في حال انهيار الجهود الرامية إلى حل النزاع النووي المستمر منذ عقود، وذلك في ظل تعثر المحادثات بين واشنطن وطهران جراء التوتر المتصاعد بين الطرفين بشأن تخصيب اليورانيوم، بحسب 3 مصادر إيرانية.
وذكرت المصادر الإيرانية أن طهران قد تلجأ إلى الصين وروسيا كـ "خطة بديلة" في حال استمر تعثر المفاوضات، ولفتت المصادر إلى أن الخطة البديلة قد تبدو "هشة" بسبب الحرب التجارية بين بكين وواشنطن وانشغال موسكو بحربها في أوكرانيا.
وقال مسؤول إيراني كبير: "إن الخطة البديلة هي مواصلة الاستراتيجية قبل بدء المحادثات، ستتجنب إيران تصعيد التوتر، وهي مستعدة للدفاع عن نفسها؛ إذ تشمل الاستراتيجية أيضاً تعزيز العلاقات مع الحلفاء مثل روسيا والصين".
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الزعيم الإيراني علي خامنئي قوله في وقت سابق، إن مطالب الولايات المتحدة بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم "زائدة على الحد ومهينة"، معبراً عن شكوكه إن كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق.
وأشار مسؤولون أمريكيون بحسب شبكة "CNN" إلى أن تنفيذ هذه الضربة سيكون خروجاً صارخاً عن نهج ترامب، وقد يؤدي إلى إشعال صراع أوسع نطاقاً في منطقة الشرق الأوسط، وهذا تحاول واشنطن تفاديه منذ أن أشعلت حرب غزة التوترات الإقليمية في عام 2023م، نقلاً عن "وكالة الأنباء الألمانية".
وكانت واشنطن وطهران قد أجرتا 4 جولات من المحادثات التي تهدف إلى كبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات، لكن لا يزال هناك عدد من العقبات التي تعترض طريق المحادثات.
كما أن قرار ترامب بالانسحاب من اتفاق عام 2015م مع القوى العالمية قد زاد من أهمية حصول إيران على ضمانات بأن واشنطن لن تتراجع عن اتفاق مستقبلي.
وقال اثنان من المسؤولين الإيرانيين ودبلوماسي أوروبي، إن طهران ترفض شحن كل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج أو الدخول في مناقشات بخصوص برنامجها للصواريخ الباليستية.
وأوضحت المصادر أنه مع إحياء ترامب السريع لحملة "أقصى الضغوط" على طهران منذ شباط /فبراير، بما في ذلك تشديد العقوبات والتهديدات العسكرية، فإن القيادة الإيرانية ليس لديها خيار أفضل من اتفاق جديد لتجنب الفوضى الاقتصادية في الداخل التي قد تهدد حكمها.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن ذلك يأتي في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران.