كشفت مصادر من التيار الأصولي المحافظ في إيران، الأربعاء، أن الرئيس مسعود بزشكيان يمارس ضغوطا داخل المجلس الأعلى للأمن القومي بهدف تعليق تخصيب اليورانيوم.
وتهدف ضغوط الرئيس الإيراني إلى فسح المجال للتوصل إلى اتفاق ولو مرحلي مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي.
وقالت المصادر لـ "إرم نيوز"، إن "بزشكيان وأعضاء في حكومته باعتباره رئيس مجلس الأمن القومي بموجب الدستور يمارسون ضغوطا بهدف تعليق تخصيب اليورانيوم، وهو مطلب الولايات المتحدة".
ولفتت إلى أن "بزشكيان أفاد في اجتماع عقده مجلس الأمن القومي الأسبوع الماضي، بأن التعليق سيكون مؤقتا، وطرح هذا كبادرة حسن نية على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة".
وأضافت المصادر: "بعد خطاب خامنئي الأخير تراجع بزشكيان عن موقفه"، مبينة أن "تحذيرا وصل إلى الفريق الإيراني المفاوض بأن الفجوة كبيرة بين مطالب واشنطن والخطوط الحمراء التي رسمها المرشد الأعلى علي خامنئي".
ووفق المصادر، فإن "الطرف المقابل (الأمريكي) يتوهم أن هذه الجولة من المفاوضات تشبه مفاوضات الاتفاق النووي السابق عام 2015، إذ وافق الفريق الإيراني المفاوض حينها بسهولة على مطالبهم، لكن اليوم الأمور مختلفة، المفاوضات مراقبة بالكامل".
والمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي يتألف من 13 عضوا، هو الجهة الأهم في صناعة القرار في مجالي السياسة الخارجية والقضايا الدفاعية والأمنية في البلاد. ويتكون من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والاستخباريين في إيران، ويرأسه رئيس الجمهورية وتصبح قراراته نافذة بعد مصادقة المرشد علي خامنئي.
وبحسب الفقرة الأولى من المادة 12 من قانون ديوان العدالة الإدارية، فإن قرارات المجلس غير قابلة للنقض من قبل أي جهة.
يأتي ذاك في وقت تتعثر فيه المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن حول التوصل إلى اتفاق نووي أو إلى تفاهم مؤقت، وسط تشكيك متزايد من أطراف إيرانية بجدوى الحوار مع الولايات المتحدة.
ويتركز الخلاف بين البلدين على مسألة تخصيب إيران لليورانيوم، الذي يعارضه المسؤولون الأمريكيون.
ومن جهتها، تشدد طهران على حقها بتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، نافية أن يكون لبرنامجها أغراض عسكرية.
وفي هذا السياق، شدد نواب في البرلمان الإيراني، اليوم الأربعاء، على أن "مستوى التخصيب لن يُقيّد بنسبة أقل من 20%"، مضيفين أن هذا الأمر "سيتم بما يتناسب مع احتياجات الشعب الإيراني اليومية ولأغراض سلمية".
من جانبه، اتهم عضو البرلمان الإيراني والقائد الأسبق في الحرس الثوري، الجنرال إسماعيل كوثراني، من وصفهم بـ"العناصر الداخلية الضعيفة والمأجورة" بمحاولة السعي لوقف عمليات تخصيب اليورانيوم.
وقال كوثراني، في حديث لموقع إخباري إيراني، إن "هناك عناصر داخلية ضعيفة النفوس ومأجورة كانت تسعى إلى إقناع الفريق المفاوض بوقف تخصيب اليورانيوم مؤقتا مقابل اتفاق مرحلي مع الولايات المتحدة، وهؤلاء كانوا يريدون تعليق التخصيب، لكننا نرفض أي مسار يؤدي للتراجع عن حقوقنا النووية".
وأضاف كوثراني: "إذا قررنا إنتاج قنبلة نووية، فبإمكاننا فعل ذلك بسهولة. من تكون أمريكا لتقرر مصير بلدنا؟"، مشددا على أن إيران لن تخضع لأي ضغوط خارجية أو داخلية تتعارض مع مصالحها الوطنية.
وأكد المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم الثلاثاء، أن المفاوضات غير المباشرة الجارية مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني "على الأرجح لن تؤدي إلى نتيجة"، مشددا على أن إيران لا تنتظر "إذن أحد" لمواصلة أنشطة تخصيب اليورانيوم.
وقال خامنئي: "حين يقولون (الأمريكيون) لن نسمح لإيران بالتخصيب، فهذا هراء. لا أحد ينتظر إذن الآخرين".
إلى ذلك، أعلن وزير خارجية سلطنة عمان، التي تتولى وساطة بين طهران وواشنطن، الأربعاء، أن الجولة المقبلة من المباحثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، تعقد الجمعة، في روما.
وكتب بدر البوسعيدي على منصة "إكس"، أن "الجولة الخامسة من المباحثات بين إيران والولايات المتحدة ستعقد في روما الجمعة في 23 مايو".
