حذر تقرير حكومي أمريكي قُدّم إلى الكونغرس من أن تنظيم "داعش" الإرهابي، رغم تراجعه، لا يزال يشكل تهديدًا فعليًا، ويسعى إلى استغلال حالة عدم الاستقرار التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
التقرير، الذي أعده مفتشو العموم في وزارتي الخارجية والدفاع، إلى جانب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يغطي أنشطة التحالف الدولي ضد داعش، وأنشطة الوكالات الأمريكية في العراق وسوريا خلال الربع الأول من العام الجاري.
وأشار التقرير إلى أن مقتل القيادي البارز في التنظيم، عبد الله مكي مصلح الرفاعي، في مارس بمحافظة الأنبار غربي العراق، شكل "أهم ضربة" وُجهت للجماعة المسلحة خلال تلك الفترة.
وأضاف التقرير أن مقتل الرفاعي، المسؤول عن الهجمات الخارجية واللوجستيات والتخطيط والتمويل داخل التنظيم، من شأنه أن يُعطل قدرة داعش على تنفيذ عمليات في العراق وسوريا لمدة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر.
ولم يتضمن التقرير إحصاءً دقيقًا لعدد عناصر التنظيم النشطين في العراق وسوريا، إلا أن الأمم المتحدة قدّرت في يوليو الماضي عددهم بما يتراوح بين 3000 و5000 عنصر.
وذكرت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية لمفتشي البنتاغون أن قدرات التنظيم في العراق "محدودة"، بسبب الرقابة المشددة على تحركاته والضغط العسكري المتواصل على خلاياه المتبقية.
في السياق نفسه، أكدت القوات الأمريكية المشاركة في التحالف الدولي أن تنظيم داعش "لم يحرز أي تقدم ملحوظ في قدراته العملياتية أو الهجومية" داخل سوريا.
وفي ما يخص الموارد المالية للتنظيم، أشار التقرير إلى أن احتياطيات داعش تقل عن 10 ملايين دولار، يُعتقد أن معظمها موجود في العراق.
وبيّن التقرير أن التنظيم جمع قرابة 8 ملايين دولار العام الماضي من خلال عمليات احتجاز رهائن وإطلاق سراحهم مقابل فدى مالية، إلى جانب التبرعات.
أبرز التقرير أن القلق الرئيسي لدى الولايات المتحدة يتمثل في محاولات داعش استغلال الأوضاع الأمنية المتدهورة في سوريا عقب انهيار نظام الأسد.
وفي حين أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في محافظتي الرقة ودير الزور تمكنت من عرقلة محاولات التنظيم لإعادة تنظيم صفوفه، فإن داعش لا يزال يحتفظ بنشاطه، بحسب ما ورد.
وأفادت القوات الأمريكية المشاركة في التحالف الدولي أن الحكومة السورية الجديدة، رغم معارضتها لتنظيم داعش، تركز حاليًا على تعزيز سلطتها ودمج فصائل سورية أخرى تحت مظلتها.
ورغم أن قوات الأمن السورية أحبطت محاولة تفجير ضريح السيدة زينب في دمشق، فإن قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب "لا تزال محدودة، وقد تتطلب دعمًا خارجيًا"، وفقًا لما خلص إليه التقرير.