هاشتاغ | خاص
في ظل ما شهدته مناطق توزع طائفة الموحدين الدروز في سوريا، والهجوم المعنوي والمادي الذي تعرض له أبناؤها، تكفيرا واعتقالات واعتداءات، في الأسبوع الأخير، بدءا من الجامعات وصولا إلى قراها وبلداتها ومدنها، على يد جماعات منفلتة وفصائل خارجة عن القانون، تسارعت الأحداث، لتصل ذروتها إلى قصف مدينة جرمانا من فصائل متشددة وأجنبية، ثم اقتحام مدينة صحنايا والأشرفية، والتعدي على حُرمة البيوت، الاعتقال التعسفي، والانتهاكات الجسيمة، وصولا إلى قطع طريق السويداء دمشق والهجوم على ريف السويداء، وتهديد السويداء، المعقل الرئيسي لبني معروف.
في خضم ذلك، سطع اسم "ليث البلعوس" قائد فصيل" قوات شيخ الكرامة" بمحافظة السويداء، كأحد أبرز الأسماء في هذه المرحلة، حيث خرج الشاب الثلاثيني عن الإجماع الدرزي، ليتحول إلى ورقة ضغط تمسك بها الحكومة الانتقالية في الكباش مع القيادة الروحية للطائفة، وخاصة زعيمها الأبرز حكمت الهجري. ولتنتهي المواجهة بإسقاط ذراع السلطة (البلعوس) من قبل أبناء الجبل ونبذ الشاب الذي حاول التغريد خارج سرب الطائفة المعروفية.
ما بين الأب و"الولد" ..
برز اسم "ليث" عقب مقتل والده، وحيد البلعوس، قائد فصيل "حركة رجال الكرامة" والذي عُرِف بموقفه المُعادي للنظام المخلوع، حيث كان من الداعمين لأبناء محافظة السويداء بعدم التحاقهم بجيش النظام السابق، حيث استهدف على أيدي أذرع النظام بكمين أثناء زيارته لأحد وجهاء المحافظة، فيما أعلن "ليث" لاحقاً انشقاقه عن الحركة وتشكيل فصيل خاص به يُعرف باسم "قوات شيخ الكرامة".
كما برز "البلعوس" في الأحداث الأخيرة بالجنوب السوري بعد علاقته الوطيدة مع النظام الجديد في سوريا، لا سيما مع وزير الدفاع في الحكومة الانتقالية، إذ انتشرت صور له تجمعه مع مرهف أبو قصرة خلال اجتماع أمني يخص محافظة السويداء خلال عيد الفطر السعيد.
ذراع السلطة الجديدة بالسويداء..
عُرف "البلعوس" بموقفه المؤيد للحكومة الانتقالية، إذ عَمِل على تفعيل جهاز الأمن العام بمحافظة السويداء وتطويع العديد من أبناء العشائر ومعظم المنتمين لفصيله في المحافظة لصالح وزارة الدفاع السورية تحت مظلة الجيش السوري، على الرغم من رفض الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز ووجهاء ومعظم قادة الفصائل المسلحة بالمحافظة.
ناطق باسم السويداء دون توكيل..
وظهر "البلعوس" في مقابلات تلفزيونية عديدة، كان آخرها لقاؤه مع "تلفزيون سوريا" المقرب من السلطة الجديدة، للحديث عن تفاصيل الاجتماع الحاصل بين مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز ووجهاء وقادة الفصائل بالمحافظة، وإعلان بيانهم الأخير المُشترط لبنود عدة.
تدخل إيجابي
بعد الأحداث الأخيرة، والتي تسببت بإثارة الفتنة والتجييش الطائفي على أبناء الطائفة الدرزية، عبر انتشار تسجيل صوتي يسيء إلى مقام النبي محمد (ص)، تعرض طلاب وطالبات جامعيون من أبناء الطائفة الدرزية لانتهاكات من قبل زملائهم بالجامعات والمدن الجامعية بمختلف المحافظات، إذ ساهم ليث البلعوس بعودة الطلبة والتنسيق مع إدارة الأمن العام بالعاصمة دمشق وتأمين وصولهم إلى المحافظة أصولاً.
وفي نفس السياق، تعرضت مدن جرمانا، صحنايا، والأشرفية بمحافظة ريف دمشق، لهجوم مسلح كل على حدة، مما أسفر عن مقتل عدد من الشبان على يد مسلحين تابعين لفصائل عدة استُقدمت إلى المدن المذكورة، مما جعل الرئاسة الروحية بالسويداء تتخذ موقفاً متشدداً بطلب الحماية الدولية.
أحداث المدن الدرزية بريف دمشق
وبعد زيارة عدد من وجهاء المحافظة بما فيهم "البلعوس" إلى المدن المذكورة في ظل الأحداث المتتالية، تعرض رتل لفصيل درزي لكمين في منطقة "براق" بريف السويداء، بعد انطلاقه بفارق زمني بسيط، مما تسبب بمقتل نحو 40 شخصاً من أبناء محافظة السويداء.
وفي اليوم التالي لقدوم الوفد من ريف دمشق، والاجتماعات الحاصلة مع ممثلين عن الحكومة الانتقالية في مدينة "داريا" أعلنت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز ووجهاء وقادة الفصائل عن بيان يؤكد وحدة سوريا وتفعيل الجهاز الشرطي والأمني ممثلاً بجهاز الأمن العام بشكل فوري من أبناء المحافظة حصراً.
طرد "البلعوس" من بلدته
وعلى إثر الاحتقان الذي تسبب به مقتل عشرات من الشبان الدروز في كمين براق،
وبعد نشر وسائل الإعلام والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خبر تفعيل جهاز الأمن العام بمحافظة السويداء، على غير ما وافقت عليه مشيخة الطائفة، والذي جرى في بلدة البلعوس "المزرعة"، احتشد أهالي البلدة وطردوا "البلعوس" وجهاز الأمن منها.
في حين، تداولت وسائل إعلام محلية خبر خروج "البلعوس" من محافظة السويداء، وتوجهه إلى مدينة جرمانا، حيث تناقل البعض أن ليث البلعوس تعرض للضرب المبرح من قبل بعض الشبان بمدينة جرمانا، الأمر الذي نفاه مصدر محلي لـ"هاشتاغ سوريا".
واليوم، بعد خروجه عن "إجماع" الطائفة، يبقى مكان "البلعوس" غير معروف سواء كان في محافظة السويداء أم في محافظة دمشق، بالتنسيق مع القيادة السورية، إذ لم يُشاهد في المحافظة عقب توثيق حادثة طرده مع جهاز الأمن العام في بلدته بالريف الغربي.
