هاشتاغ - متابعات
قد تكون ليلة الرابع عشر من حزيران من أصعب الليالي التي تمر على "تل أبيب" حتى الآن، فقد أغرقت الصواريخ الإيرانية الدفاعات الجوية الإسرائيلية وأصابت صواريخ فرط صوتية، تدخل الحرب للمرة الأولى، مناطق إستراتيجية حساسة في "تل أبيب" وحيفا وألحقت دماراً واسعاً وأوقعت العديد من القتلى والجرحى، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حصيلة الرشقات الصاروخية الإيرانية على "إسرائيل" خلال الليلة الماضية بلغت 9 قتلى ومايزيد عن 200 جريحا مع وجود نحو 35 مفقوداً في "بات يام" جنوبي تل أبيب وعدد القتلى مرجح للازدياد.
دمار كبير ومئات المصابين
ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه تم نقل 207 مصابين إلى المستشفيات 5 منهم بحالة خطرة جراء القصف الإيراني، سبق ذلك هجمات صاروخية أصابت مصفاة النفط الإسرائيلية في حيفا شمال فلسطين المحتلة حيث شوهدت الحرائق تشتعل في المصفاة بعد إصابتها بصاروخين.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن قيادة حرس الثورة الإيراني قوله أن "القوات الجوفضائية نفذت الموجة الجديدة من العملية الهجومية المركبة بصواريخ وطائرات مسيرة" واصفة العملية بأنها "أكبر وأنجح عملية صاروخية إيرانية" على المرافق الاقتصادية الإسرائيلية في حيفا.
وأضافت أنه تم استهداف منشآت إنتاج وقود الطائرات ومراكز إمداد الطاقة التابعة للكيان عبر وابل من المسيّرات والصواريخ الدقيقة المزوّدة برؤوس شديدة الانفجار، منها صواريخ باليستية تكتيكية موجهة تعمل بالوقود الصلب من طراز "حاج قاسم" وأصابت 6 مواقع في "تل أبيب".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الصواريخ الإيرانية أحدثت دماراً كبيراً وأصاب أحدها بشكل مباشر أحد الأبراج العالية في "بات يام" بمنطقة "تل أبيب الكبرى" ما أدى إلى دمار كبير في مبنى متعدد الطبقات و"تدمير شارع بأكمله وبيوت محيت كلياً" بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
كما أصابت الصواريخ الإيرانية بحسب الإعلام الإسرائيلي بشكل مباشر معهد "فايتسمان" الذي يعمل على تطوير القدرات العسكرية الإسرائيلية واندلعت النيران في مبنى واحد على الأقل يحتوي على مختبرات، وتفيد التقارير بأن نحو 35 شخصاً مازالوا عالقين تحت الأنقاض في المعهد.
وزير الدفاع الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" كتب على حسابه على منصة "إكس" أن "طهران تحترق".
كاتس: طهران تحترق
بالمقابل شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات ليلية على العاصمة طهران وقال وزير الدفاع الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" على حسابه على منصة "إكس" أن "طهران تحترق" موضحاً أن الغارات استهدفت وزارة الدفاع الإيرانية والمختبرات النووية ومحطات الوقود الرئيسية في العاصمة الإيرانية.
لكن حرس الثورة الإيراني أعلن أن نظام الدفاع الجوي تمكن من رصد واعتراض وتدمير 3 صواريخ "كروز" و10 طائرات مسيّرة وعشرات المسيّرات الصغيرة التابعة للاحتلال في مناطق الاشتباك داخل البلاد.
وذكرت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن "إسرائيل" استهدفت مقر وزارة الدفاع الإيرانية في شمال شرق العاصمة الإيرانية طهران وأن الأضرار جانبية.
إدارة ترامب نأت بنفسها حتى الآن عن العملية الإسرائيلية، وحذّرت طهران من مغبة استهداف مصالح أمريكية في المنطقة.
هل تنضم واشنطن إلى الحرب بشكل مباشر؟
في هذه الأثناء كشف موقع أكسيوس أن إسرائيل "طلبت من إدارة ترامب خلال الـ 48 ساعة الماضية الانضمام إلى الحرب مع إيران للقضاء على برنامجها النووي"، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.
وبحسب الموقع فإن "إسرائيل" تفتقر إلى "القنابل الخارقة للتحصينات والطائرات القاذفة الكبيرة اللازمة لتدمير موقع فوردو الإيراني لتخصيب اليورانيوم، المُقام في جبل وفي أعماق الأرض" فيما تمتلك واشنطن تلك القدرات.
وزعم مسؤول إسرائيلي لموقع أكسيوس أن الولايات المتحدة "قد تنضم إلى العملية، وأن الرئيس ترامب أشار حتى إلى أنه سيفعل ذلك إذا لزم الأمر في محادثة حديثة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وبحسب الموقع "طرح المسؤولون الإسرائيليون فكرة مشاركة الولايات المتحدة في تدمير فوردو مع نظرائهم الأمريكيين منذ بدء العملية الإسرائيلية" وأن الولايات المتحدة " تدرس الطلب".
غير أن إدارة ترامب نأت بنفسها حتى الآن عن العملية الإسرائيلية، وحذّرت طهران من مغبة استهداف مصالح أمريكية في المنطقة.
وقال ترامب ليل السبت فجر الأحد في تصريحات صحفية " ليس للولايات المتحدة أي علاقة بالهجوم على إيران الليلة" في إشارة إلى الغارات التي استهدفت المنشآت النفطية، وحذّر في الوقت نفسه إيران من التعرض للقوات الأمريكية في المنطقة.
وقال ترامب: "إذا تعرضنا لهجوم بأي شكل من الأشكال من إيران فإن قواتنا سترد بأقصى قوة وبمستويات غير مسبوقة".
وكانت طهران حمّلت واشنطن مسؤولية الاشتراك في الحرب ودعت الدول إلى عدم الدفاع عن "اسرائيل" في أشارة إلى مشاركة أنظمة الدفاع الجوية الأمريكية في المنطقة بصد الصواريخ الإيرانية وربما في توفير التشويش على الدفاعات الجوية الإيرانية.
وترى واشنطن بحسب "اكسيوس" أن مشاركة الجيش الأمريكي في "مهاجمة إيران مباشرةً، حتى لو اقتصر التدخل الأمريكي على قصف موقع واحد، سيجر الولايات المتحدة مباشرةً إلى الحرب".
لكن "تل أبيب" تعتقد أيضاً أنه في حال انتهت المواجهة العسكرية مع إيران مع بقاء موقع "فوردو" فستكون إسرائيل قد فشلت في تحقيق هدفها المتمثل في "القضاء" على البرنامج النووي الإيراني.