بدأ الرأي العام الإسرائيلي يطالب، بقوة، بتدخل الولايات المتحدة في الحرب على إيران، وليس القيادة السياسية في تل أبيب وحدها، حتى إن بعض معارضي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يطالبون بتدخل واشنطن لإنقاذهم من تهوره.
مع نهاية اليوم الثالث من الحرب، بدأ الرأي العام الإسرائيلي يدرك تكلفتها الباهظة
تدخل واشنطن
ووفقا لصحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، فإنه مع نهاية اليوم الثالث من الحرب، بدأ الرأي العام الإسرائيلي يدرك تكلفتها الباهظة. مع تمدد المواقع المدمرة في بات يام، وتمرة، وتل أبيب، وحيفا، ورحوفوت، ومناطق أخرى في أنحاء إسرائيل بشكل بالغ الخطورة.
وسط كل هذا، فالأمل الإسرائيلي في يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمشاركة في الحرب، ولا يقول البعض في إسرائيل هذا صراحة، لكن الأمل الحقيقي هو أن ينضم الأمريكيون إلى الهجمات، سواء في ضوء حقيقة أنهم يمتلكون أسلحة لا تمتلكها إسرائيل، ولقدرتهم على إحداث أضرار جسيمة بمواقع مثل فوردو، وأيضا لأن انضمامهم سيؤدي حتما إلى تقصير مدة الحرب.
ورغم الدعوات الإسرائيلية المختلفة لتدخل واشنطن في الحرب، وميل الرئيس الأمريكي لذلك بعد تغير ملحوظ في تصريحاته، وتحركات لطائرات إمداد مختلفة بالشرق الأوسط، إلا أنهم في تل أبيب يشددون على أن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى مزيد من الوقت للعمل على استكمال الخطة العملياتية التي وُضعت بجهد آلاف الأفراد في مديرية الاستخبارات، وسلاح الجو، والموساد، وغيرها من الهيئات.
ولا أحد في إسرائيل يُبدي استعدادا للالتزام أو الحديث عن جداول زمنية، لكن تدخل واشنطن سينهى هذا الجدل بالطبع.
ومع حالة الرعب والهلع والارتباك التي تضرب إسرائيل، كان التقييم الأولي للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية يؤكد أن حجم الخسائر والأضرار في هذه المرحلة من الحرب سيكون أعلى بكثير مما تحقق على الأرض.
وحتى حلول مساء اليوم، أطلقت إيران نحو 350 صاروخا على إسرائيل، بعضها لم يُعترض وفقا للسياسة المتبعة، وسقط في مناطق سكنية واستراتيجية.
وقدرت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أمس، أن الإيرانيين سيزيدون من محاولات إطلاق النار، وخلافا للادعاءات التي سُمعت في الأيام الأخيرة، فإنهم يستهدفون أيضا السكان المدنيين، في محاولة لمحاسبة إسرائيل على ما تفعله في جميع أنحاء إيران.
وبحسب تقرير "يسرائيل هايوم"، فرغم التكاليف الباهظة والعواقب الوخيمة، لا شك أن الحرب مع إيران تُعدّ من أكثر الحروب في تاريخ إسرائيل واقعية وتبريرا. فلو لم تتحرك تل أبيب الآن، كانت ستواجه تهديدا وجوديا متمثلا في سلاح نووي إيراني وآلاف الصواريخ أرض-أرض، مما قد يُلحق ضررا بالغا بها.
وعبّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي زار موقع الحدث الصعب في بات يام، عن ذلك بنفسه قائلا: "تخيلوا ماذا سيحدث لو امتلكت إيران 20 ألف صاروخ من هذا النوع. إنه تهديد وجودي لإسرائيل. لهذا السبب خضنا حرب خلاص ضد تهديد مزدوج بالإبادة"، وفق زعمه.