هاشتاغ- متابعة
ارتفعت وتيرة الهجمات الصاروخية المتبادلة بين إيران وإسرائيل لليوم السابع على التوالي مع دخول صواريخ "سجيل2" الإيرانية الباليستية إلى ساحة المعركة وإلحاقها أضراراً كبيرة في منطقة "تل أبيب" الكبرى وعدة مناطق أخرى، في الوقت الذي يترقب فيه العالم موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتأرجح بين إعطاء الدعم الكامل لإسرائيل وإمكانية تدخل واشنطن بشكل مباشر لحسم الصراع بالضربة القاضية.
فقد شهد اليوم السادس من الحرب أعنف موجات القصف الإيرانية على تل أبيب(وسط) وعلى بئر السبع في المنطقة الجنوبية حيث تم استهداف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي ومقر للمخابرات جوار مشفى "سوروكا" العسكري بدفعات صاروخية شاركت فيها صواريخ "سجيل2" الباليستية ما أسفر عن وقوع دمار كبير في المشفى وسقوط 3 قتلى وأكثر من 65 جريحاً.
أعنف موجات القصف خلال 48 ساعة
وذكر الإعلام الإسرائيلي أن الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة كانت من بين الأعنف خلال 48 ساعة الأخيرة حيث دوت صافرات الإنذار في مناطق إسرائيلية واسعة مع إطلاق دفعات صاروخية مابين 20 و30 صارخ على "إسرائيل".
وكذلك تعرضت منطقة تل أبيب الكبرى لموجات جديدة من الصواريخ، وتداولت وسائل الإعلام صوراً لانفجارات ضخمة عقب وميض قوي وسقوط صواريخ سريعة تجاوزت القبة الحديدة وأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية بطبقاتها المتعددة وأسفرت عن دمار في عدة أبراج تجارية وسكنية في تل أبيب وجنوبها.
وأعلنت إسرائيل إنها شنت عدة غارات جوية في الساعات الماضية ضد إيران استهدفت قدرات تصنيع الصواريخ منها أكثر من 20 موقعاً عسكرياً في طهران فيما قالت امرأة أمريكية من أصل إيراني كانت في العاصمة طهران لشبكة CNN بأن سكان العاصمة لم يتمكنوا من النوم منذ أيام بسبب "دوي القصف المستمر".
كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على مفاعل "اراك" للماء الثقيل في إيران والحقت أضراراً به وسط خشية من انبعاث إشعاعات، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية طمأنت بأن المفاعل لا يحتوي مواد نووية ولا مخاوف من انبعاث إشعاعات.
كما أعادت "تل أبيب" قصف منشأة "نطنز" النووية من جديد حيث حذرت الأمم المتحدة من وجود اشعاعات كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش دول العالم إلى عدم دخول طرف ثالث في الحرب الدائرة خشية تفاقم الوضع وتحوله إلى حرب كبرى.
هل قرر ترامب فعلاً الدخول في الحرب وحسمها؟
في هذه الأثناء تدرس الولايات المتحدة بحسب التسريبات الإعلامية الخيارات، حيث عقد الرئيس دونالد ترامب اجتماعاً في غرفة العمليات لمناقشة الخيارات الأمريكية. وبينما قال سابقاً إن صبره "قد نفد" مع طهران، أشار ترامب إلى أنه لم يتخذ قراراً نهائياً بعد بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في الحرب أم لا.
لكن تقارير إعلامية أفادت اليوم أن ترامب وافق على خطط لمهاجمة إيران، لكنه لم يتخذ قراراً نهائياً بعد، وبحسب مصادر أمريكية لشبكة CNNفإن ترامب يواجه معضلة حقيقية تتعلق برغبته بإنهاء الحرب وتجنب إطالة أمد الصراع، لكنه في الوقت نفسه يرى أن إسرائيل لوحدها غير قادرة على حسم المعركة وأن الولايات المتحدة وحدها القادرة على إنهاء طموحات إيران النووية بشكل حاسم.
ومع ذلك كشفت مصادر أمريكية أن ترامب أصبح "أكثر تقبلاً لاستخدام الأصول العسكرية الأمريكية لضرب المنشآت النووية الإيرانية" لكن المناقشات جارية بين كبار مسؤوليه حول كيفية القيام بذلك دون التورط في حرب شاملة.
وفي الوقت الذي دعا ترامب إيران إلى "استسلام غير مشروط" وأبدى دعمه الكامل لإسرائيل في حربها ضد إيران رفض المرشد الأعلى الإيراني الاستسلام ورد محذراً من "ضرر لا يمكن إصلاحه" إذا تدخلت الولايات المتحدة لصالح إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن بلاده تدافع عن نفسها ضد العدوان الإسرائيلي وهي "لا تزال ملتزمة بالدبلوماسية" لكن نائبه مجيد تخت روانجي قال لشبكة CNN: "إذا قرر الأمريكيون التدخل عسكرياً، فلن يكون أمامنا خيار سوى الرد أينما وجدنا الأهداف التي يجب العمل عليها".
الوضع المتأزم يدفع عمليات الإجلاء من إسرائيل
في ظل تأزم الأوضاع وعدم وجود بوادر حل، بدأت العديد من دول العالم إجلاء رعاياها من "إسرائيل" وعلى رأسها الولايات المتحدة التي بدأت بإجلاء بعض موظفي سفارتها وأفراد عائلاتهم على متن طائرة عسكرية أمريكية، كما أعلنت الصين بدء إجلاء رعاياها عبر معبر طابا بالتنسيق مع مصر اعتباراً من يوم غد الجمعة.
ونحت نفس المسار العديد من دول العالم حيث بدأت عمليات إجلاء جماعي لرعايا دول غربية وأٍسيوية من إٍسرائيل مع اتساع رقعة المواجهة مع إيران وعمليات القصف الجوي.
