في تطور جديد يظهر تصاعد التوترات في منطقة الخليج، حثّ وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أمس الأحد، الحكومة الصينية على التدخل لثني إيران عن أي تحرك لإغلاق مضيق هرمز، أحد أكثر الممرات البحرية أهمية لنقل النفط في العالم.
وقال روبيو في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز ": "أشجع الحكومة الصينية على الاتصال بهم بهذا الشأن؛ لأنهم يعتمدون اعتماداً كبيراً على مضيق هرمز في الحصول على نفطهم".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تزداد فيه المخاوف من اندلاع أزمة إقليمية جديدة، خاصة بعد تهديدات إيرانية غير مباشرة تتعلق بحرية الملاحة في المضيق، وسط ضغوط دولية على طهران بشأن برنامجها النووي ودورها الإقليمي.
مضيق هرمز... شريان النفط العالمي
يقع مضيق هرمز بين إيران وسلطنة عمان، ويمرّ عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية، أي ما يعادل أكثر من 17 مليون برميل يومياّ، معظمها موجه إلى آسيا وأوروبا.
أي إغلاق أو تهديد للمضيق سيؤدي فورًا إلى:
- ارتفاع أسعار النفط عالميًا.
- تعطل سلاسل توريد الطاقة العالمية.
- زيادة احتمالات نشوب نزاع عسكري في الخليج.
لماذا الصين طرف محوري؟
تُعدّ الصين أكبر مستورد للنفط الإيراني، كما أن أكثر من نصف وارداتها النفطية من منطقة الخليج تمر عبر مضيق هرمز.
وبحسب تصريحات روبيو، فإن لبكين نفوذاً فعلياً على طهران، يمكن استغلاله للتهدئة ومنع التصعيد.
الموقف الأمريكي.. تحذير مبطّن
وفي سياق متصل، كان نائب الرئيس الأمريكي قد وصف محاولة إغلاق المضيق بأنها ستكون: "انتحارًا للاقتصاد الإيراني".
ويظهر هذا التصريح تصعيدًا في لهجة واشنطن، التي طالما شددت على أن حرية الملاحة في الخليج "خط أحمر"، لا يمكن تجاوزه من دون رد.
قراءة استراتيجية
إيران قد تستخدم تهديد الملاحة كورقة ضغط سياسية على الغرب، لكنها تعلم أن خطوة كهذه قد تعني عزلة اقتصادية كاملة وربما مواجهة عسكرية.
وتحاول الولايات المتحدة تدويل الأزمة بتحميل الصين جانبًا من المسؤولية.
الصين تسير على حبل مشدود فهي لا تريد صدامًا مع واشنطن، لكنها حريصة على علاقاتها مع طهران.
ماذا بعد؟
مع اشتداد الضغوط الإقليمية والدولية، يبقى مضيق هرمز بؤرة محتملة لتفجر صراع جيوسياسي قد تمتد تداعياته إلى أسواق النفط، والاستقرار العالمي، والتحالفات الدولية.
وسيتعين على اللاعبين الكبار، خاصة بكين، أن يقرروا إن كانوا سيكتفون بالمراقبة، أم سيتدخلون فعليًا لكبح التصعيد.