هاشتاغ
بحث

"في لعبة تتجاوز حجمها".. ما الأسباب وراء تصعيد أذربيجان ضد روسيا؟

03/07/2025

"في-لعبة-تتجاوز-حجمها"..-ما-الأسباب-وراء-تصعيد-أذربيجان-ضد-روسيا؟

شارك المقال

A
A

أشار تقرير نشره موقع "تسارغراد" الروسي إلى التدهور المتسارع في العلاقات الروسية الأذربيجانية، حيث أرجعه إلى تحولات إقليمية ودولية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.

 

وأوضح التقرير أن أذربيجان دخلت، بدفع من قوى غربية، في صراع غير مباشر مع موسكو، في لعبة تتجاوز حجمها الحقيقي وقدرتها على المواجهة.

 

وأورد التقرير، عددا من المظاهر التي تشير إلى أن سياسة أذربيجان أصبحت أكثر عدائية تجاه روسيا، بما في ذلك، دعم أوكرانيا عسكريا أو لوجستيا، بالإضافة إلى قتل جنود حفظ السلام الأرمن في ناغورني قره باغ، وهي خطوة اعتبرتها موسكو إهانة مباشرة لها.

 

ومن مظاهر السياسة العدائية لروسيا، بحسب التقرير، حظر وسائل الإعلام الروسية والأنشطة الثقافية في أذربيجان، بالإضافة إلى تجاهل دعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لحضور احتفالات النصر الأخيرة، والتي نقلها البطريرك الحالي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية شخصيا البطريرك كيريل.

 

كما تناول التقرير حادثة اختطاف المعارض الأذربيجاني الأصل والمقيم في روسيا زاهر الدين إبراهيموف في عملية نفذتها الاستخبارات الأذربيجانية داخل الأراضي الروسية بمساعدة "شبكات إجرامية"، في عملية لم تكن مجرد انتهاك للسيادة الروسية، بل محاولة لإحراج موسكو وإثارة تساؤلات داخلية بشأن أمنها، وفقا للتقرير.

 

ووفقا للتقرير، تشن باكو حملة ممنهجة لقطع روابطها مع موسكو، وتشمل:

 

- اعتقال شخصيات محسوبة على روسيا داخل أذربيجان.

 

- إغلاق المدارس الروسية وتعليق الفعاليات الثقافية الروسية.

 

- تصعيد إعلامي عدائي ضد موسكو يذكّر بأجواء أوكرانيا 2014.


تلقت باكو وعودا بتنفيذ ما تعرف بـ"خريطة العقيد بيترز" ومنها تقسيم إيران ومنح أذربيجان ما تعرف بـ"أذربيجان الشرقية"

أسباب رئيسية وراء التصعيد

أشار التقرير إلى ثلاثة أسباب رئيسية وراء التصعيد الأذربيجاني، تشمل ضغط غربي مكثف يصل إلى حد الابتزاز لدفع باكو إلى تبني مواقف مناوئة لروسيا، وتصور خاطئ لدى باكو بأن روسيا باتت أضعف بسبب تورطها في الحرب الأوكرانية، بالإضافة إلى وعود مغرية من الغرب دفعت القيادة الأذربيجانية إلى المغامرة خارج حدودها.

 

وكشف التقرير أن فشل صفقة الغاز بين موسكو وباكو وتدهور الاقتصاد الأذربيجاني جعلا العلاقات أكثر توترا، في حين تحتاج روسيا إلى تقليل نفقاتها وعدم تقديم دعم سخي في هذه المرحلة.

 

وأشار التقرير إلى أن هذا السلوك العدائي يعكس خضوع باكو لتوجيهات خارجية، خاصة من بريطانيا التي تستخدم أدوات مالية مثل تهديدات بتجميد أموال النخبة الأذربيجانية للضغط على النخب السياسية.


الغرب ينظر إلى أذربيجان كـ"مادة استهلاكية" ويستخدمها لتحقيق أهدافه الإستراتيجية دون اعتبار للخسائر البشرية أو الجغرافية

"خريطة بيترز"

يرجّح التقرير أن باكو تلقت وعودا بتنفيذ ما تعرف بـ"خريطة العقيد بيترز" التي ظهرت عام 2006، وتقضي بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الكبير على أسس قومية، ومنها تقسيم إيران ومنح أذربيجان ما تعرف بـ"أذربيجان الشرقية" شمال غرب إيران.

 

وبحسب التقرير، فإن العقيد بيترز هو ضابط استخبارات أمريكي سابق، وتتلخص خريطته أو خطته في أن تدعم أمريكا وإسرائيل الأكراد من أجل تفكيك إيران وإضعاف عدد من دول المنطقة التي لا تثق بها أمريكا وإسرائيل أو تطمعان في مواردها، وذلك في إطار تطبيق ما يسمى مشروع "الشرق الأوسط الكبير الجديد" الذي تجسده تلك الخريطة.

 

وبحسب التقرير، فإن الرئيس علييف يسعى إلى تقديم نفسه كموحّد للأمة الأذربيجانية عبر السعي لتوسيع الحدود الجغرافية، واستغلال حالة التوتر بين أرمينيا وروسيا، خصوصا أن الأخيرة غير قادرة حاليا على حماية أرمينيا في حال تعرضت لهجوم.

 

كما أشار إلى تصاعد التعاون بين باكو وتل أبيب، ولا سيما في المجال العسكري، وهو ما دفع إيران إلى اتهام أذربيجان بالتواطؤ في تنفيذ هجمات إسرائيلية على أراضيها.


تداعيات محتملة

يحذر التقرير من أن انخراط أذربيجان في مشروع استهداف إيران وروسيا قد يؤدي إلى تفككها الداخلي، في ظل التوترات القومية والاجتماعية داخلها.

 

كما أن مستقبل خطوط التجارة والسكك الحديدية بين روسيا وإيران أصبح مهددا بسبب هذا التوتر، خاصة ممر "شمال-جنوب" الإستراتيجي عبر بحر قزوين.

 

ونقل التقرير عن المدون الروسي المعروف يوري بودولياكا قوله إن الغرب ينظر إلى أذربيجان كـ "مادة استهلاكية" مثل أوكرانيا، ويستخدمها لتحقيق أهدافه الإستراتيجية دون اعتبار للخسائر البشرية أو الجغرافية.

 

وحذر التقرير من أن أذربيجان قد تكون الضحية التالية في قائمة الصراعات التي تستهدف دول الاتحاد السوفياتي السابق، مما ينذر بإمكانية اندلاع حرب مباشرة بين روسيا وأذربيجان في المستقبل القريب نتيجة تراكم العداوات والرهانات على وعود خارجية قد لا تتحقق.


التعليقات

الصنف

دولي

منشور حديثاً

الأكثر قراءة

تابعنا

مقالات ذات صلة

يستخدم موقع هاشتاغ والمنصات التابعة له ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك على الموقع، وتقديم محتوى مخصص، وتحليل استخدام الموقع. هل توافق على استخدامنا للملفات لهذه الأغراض؟ يمكنك رفض ذلك، وسنستخدم فقط الملفات الضرورية لتشغيل الموقع.

هاشتاغ بيحكي عنك

مؤسسة إعلامية مستقلة تعنى في مناصرة المواطنين في المنطقة العربية وتمكينهم والدفاع عنهم ونقل أخبارهم وفق المواثيق الأممية والقواعد المهنية

أسّسها محمد محمود هرشو

محمد محمود هرشو

جميع الحقوق محفوظة - Hashtag هاشتاغ © 2015 - 2025