أطلق برونو بافلوفسكي، رئيس الأزياء في شركة “شانيل” الفرنسية العريقة، تحذيرا لقطاع صناعة الأزياء والسلع الفاخرة، مشيرا إلى أن العام القادم سيكون مليء بالتحديات والصعوبات في مواجهة تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
وفي حوار مع صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، على هامش معرض Metiers d’Art الذي أقامته شركة “شانيل” في مدينة مانشستر الإنجليزية هذا الأسبوع، أكد بافلوفسكي أن الصناعة تواجه ظروفا اقتصادية صعبة في كل مكان وفي كل بلد، ما ينعكس سلبا على قطاع السلع الفاخرة.
وأوضح بافلوفسكي أن شركة “شانيل”، التي تعد واحدة من أشهر العلامات التجارية في العالم، شهدت انخفاضا في عدد الزبائن الذين يزورون متاجرها ويشترون منتجاتها، سواء كانوا من المشترين لأول مرة أو من المشترين المنتظمين، وذلك بسبب ارتفاع معدلات التضخم والبطالة في الولايات المتحدة وأوروبا والصين.
وقال بافلوفسكي إن هذا الانكماش في المبيعات هو أمر طبيعي، لأن السلع الفاخرة لا يمكن أن تكون في نمو دائم، وأن الصناعة تحتاج إلى التكيف مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تحدث في العالم.
وأشار بافلوفسكي إلى أن شركة “شانيل” ليست الوحيدة التي تعاني من تراجع الإقبال على السلع الفاخرة، بل إن العديد من الشركات الأخرى في القطاع أعلنت عن انخفاض في نمو مبيعاتها أو انخفاض في إيراداتها، مثل شركة LVMH الفرنسية وشركة “غوتشي” الإيطالية وشركة Richemont السويسرية.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن محللين في بنك HSBC قولهم إن الرفاهية للأسف ليست مقاومة للركود، وأن النمو الممتاز الذي شهدته مبيعات السلع الفاخرة خلال سنوات ما بعد جائحة “كوفيد-19” قد انتهى على الأرجح.
أقرأ المزيد: معدل التضخم في بريطانيا يقفز لأعلى مستوى في 41 عاماً
وأضاف بافلوفسكي أن شركة “شانيل” تحاول الحفاظ على جودة منتجاتها وابتكاراتها، وتقديم تجارب فريدة للزبائن، وتعزيز ولائهم.. وتوسيع نطاق تواجدها في الأسواق الناشئة، وتحسين استدامتها البيئية، وذلك لمواجهة التحديات المستقبلية للقطاع.
وأشاد بافلوفسكي بالعمل الذي قام به مصمم الأزياء فيرجيني فيار، التي تولت مسؤولية الأزياء في “شانيل” بعد وفاة كارل لاغرفيلد عام 2019، وقال إنها تمتلك رؤية واضحة ومتجددة للعلامة التجارية.
وأكد بافلوفسكي أن شركة “شانيل” ستواصل دعمها للحرفيين والمواهب الشابة في مجال الأزياء والسلع الفاخرة.. وذلك من خلال معارضها السنوية Metiers d’Art، التي تعرض أحدث إبداعاتها وتكرم الحرفيين الذين يعملون معها.
وأعرب بافلوفسكي عن سعادته بإقامة المعرض الأخير في مانشستر، وقال إنها مدينة ثقافية وتاريخية ومتنوعة.. وأنها تمثل روح “شانيل” الحرة والمتمردة.