هاشتاغ-ريم صالح
أعلن الاتحاد السوري لكرة القدم تشكيل قائمة لاعبي المنتخب السوري النهائية المستدعاة لخوض مباراتي كوريا الشمالية واليابان، في إطار الجولة السادسة من التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2026، وكأس آسيا 2027.
وشهدت القائمة عودة المهاجم عمر السومة، في حين غاب عنها المهاجم عمر خريبين تاركاً خلف هذا الغياب عدد من إشارات الاستفهام، كما لم تشهد القائمة استدعاء اللاعب محمود داوود.
موقع “هاشتاغ” تواصل مع نائب رئيس اتحاد كرة القدم السوري عبد الرحمن الخطيب، للاطلاع على حيثيات غياب اللاعبَين.
لكن الأخير امتنع عن التصريح في الوقت الحالي، لعدم التأثير في استقرار المنتخب قبيل المباراتين المصيريتين.
لاعبون جدد
إلى ذلك، شهدت القائمة ضم 4 حراس لأول مرة في تاريخ المنتخب، اثنان منهما يمثلان “نسور قاسيون” للمرة الأولى وهما: مكسيم صراف وإستيبان جليل.
كما تضم القائمة لأول مرة كل من: إيميليانو عمور، وتوبياس القاضي.
وعن تشكيلة المنتخب المستدعاة، يشرح المحلل الرياضي هاني سكر لـ”هاشتاغ”: “كنظرة عامة على قائمة المنتخب، الأمور في الخلف قد تكون مقلقة”.
وأضاف: “لدينا 4 حراس، منهم أحمد مدنية الذي لم يلعب أساسياً الفترة الماضية مع فريقه الفيصلي الأردني، وبالتالي مشاركاته قليلة جداً”.
خطورة الحراس الجدد
بينما أكمل: “أما عن الحراس الباقيين، فهم حراس جدد للمنتخب كما أنهم قليلو الخبرة، وهذا الأمر ممكن أن يكون مخيفاً إلى حد كبير”.
وتابع سكر: “شاهدنا أرقام الحارس إستيبان جليل الجيدة في الدوري الأرجنتيني، لديه إمكانيات جيدة، لكن لحد الآن لم يلعب مع المنتخب”.
وواصل: “من الصعب أن تكون مباراة كوريا الشمالية تجريبية بالنسبة لحارس جديد”.
وعن عدم وجود المدافع أيهم أوسو وتغيبه عن المباراة نتيجة الإصابة، قال سكر: “خسرنا أوسو القائد في الخط الخلفي منذ أن اشترك مع المنتخب في أمم آسيا”.
وأضاف: “ثنائية أوسو مع ثائر كروما كانت مهمة جداً، فقد بنى عليها هيكتور كوبر الصلابة الدفاعية، وللأسف لن توجد هذه الثنائية، بسبب غياب أوسو”.
أما عن اللاعب إيميليانو عمور، أوضح سكر أن اللاعب لا يشارك باستمرار مع ناديه، الأمر الذي لا يطمئن إلى حد ما، إذ لا نعرف هل هو جاهز للعب أساسياً وما هو قادر على الانسجام بسرعة.
عودة السومة
أفرحت عودة النجم عمر السومة الجماهير السورية، وبحسب ما أشار إليه سكر، فقد جاءت هذه العودة في وقتها الصحيح، تحديداً في ظل غياب خريبين واللاعب بابلو صباغ المصاب.
كما أكمل: “أدى السومة أداء جيدا في مباراة الذهاب، لقد كان له الدور بالمحاولة الأخطر عندما صنع انفرادا لخريبين، كما كانت ركلة الجزاء التي سجلها، أيضاً شهدت المباراة لقطات دفاعية جيدة له، لذا فإن عودته جاءت بوقتها للمنتخب”.
غياب خريبين
إلى ذلك، أثار اعتذار خريبين غضب الجماهير السورية، ووصفه سكر ب”المُحبط”.
وأوضح: “يمر خريبين بأفضل فتراته منذ سنين، إذ لديه الفرصة لينهي الدوري هدافا، كما أن مستواه جيد جداً في الفترة الماضية”.
وتابع: “في الموسم الماضي مع شباب الأهلي فاز بالدوري، لكن مستواه لم يكن بجودة مستواه الحالي”.
وأكد سكر مدى حاجة المنتخب الماسة إلى خريبين في المبارتين القادمتين، وأردف: “لا أدري ما الظروف الخاصة التي تظهر في كل مرة، إنما هي تظهر هذه المرة في وقت حساس بمباراتين مصيريتين”.
في الوقت نفسه، بيّن سكر، أن عدم التأهل إلى الدور القادم يعني فعلياً أن الأحلام كلها التي بنيت، واللاعبين الذين تم استقدامهم، وطموحات هذا جيل كلها من المنتخب ستذهب للنهاية.
وواصل: “غير مفهوم ما الظروف التي يمكن أن يتعرض لها لاعب يشارك باستمرار في الدوري الإماراتي، وتمنع حضوره مع منتخب بلاده”.
عدم استدعاء داوود
أما عن غياب اللاعب محمود داوود، قال سكر، إن هذا الموضوع تسبب في حالة ضياع المتابعين، إذ لم يصرح اتحاد الكرة كما وعد سابقاً، بما حدث.
كما لم يشرح اللاعب تفاصيل ما حدث، وترك شرح الأمر لأشخاص مقربين من اتحاد الكرة أو غيره، وهذه حالة غير صحية.
وأكمل سكر: “إننا لا نعلم تماماً ما المشكلة التي حدثت في ظل عدم التصريح الرسمي بذلك، وكنا نأمل أن عدم التصريح هو دليل على أن الأمور قابلة للحل، لكن طالما في غضون 3 شهور لم تحل، فهذا يعني أننا لن نكون قادرين على كسب اللاعب لاحقاً”.
استراتيجية الحراس
أما عن حضور 4 حراس في التشكيلة، شرح سكر، أننا حالياً نشاهد الكثير من المنتخبات على مستوى العالم، والتي تتجه لضم 4 حراس في معسكراتها.
وبحسب سكر، فقد شرح مدرب ألمانيا ناغلسمان هذا الموضوع عندما قال: “إن ذلك يساعده كثيراً في أثناء التدريبات، فوجود 4 حراس يساعد في تقسيم المجموعة إلى فرق عدة، خصوصاً بعد أن أصبحت المنتخبات تستدعي 26 لاعباً أو أكثر لمعسكراتها”.
وأشار سكر: “بالنسبة لمنتخب سوريا، وجود حارس ذي خبرة دولية مثل إبراهيم عالمة كان مهماً في مثل هذه المباريات”.
كما أردف: “على أمل أن نشاهد في المستقبل الحراس الجدد، يكتسبون مزيداً من الخبرة ويأخذون فرصتهم في المباريات الودية”.
لاعبون استحقوا الحضور
لفتت القائمة المستدعاة والتي اختارها الأرجنتيني كوبر، النظر إلى عدم استدعاء أي لاعب من فريق الفتوة، الحائز على لقبي الدوري والكأس في سوريا.
وبخصوص ذلك أفاد سكر: “يبدو أن الدوري السوري لا يعد محل ثقة لكادر المنتخب الفني”.
وعند سؤاله عن لاعبين استحقوا الحضور في قائمة المنتخب، أجاب سكر، أن هناك بعض اللاعبين من نادي الفتوة كانوا أهلاً لذلك.
وأكمل: “هناك اللاعب مصطفى جنيد، هو لاعب ذو إمكانيات عالية، فعلياً هو يميل للمركز رقم (10)، المركز الذي طالما عانى المنتخب فيه”.
وتابع: “الخيارات الموجودة في هذا المركز قليلة جداً، لهذا السبب يتبع منتخب سوريا طريقة (4-4-2)، لكن اليوم كان من الممكن أن يكون جنيد حلاً تكتيكياً على دكة البدلاء”.
وواصل سكر: “كذلك المدافع عبد الرزاق محمد، واللاعب يوسف حموي، هما من اللاعبين الجيدين، لكن في النهاية تلك اختيارات المدرب الذي يتابع المباريات، ولديه وجهة نظر بالاستدعاءات”.
وأردف سكر: “حالياً نحن بحاجة إلى مدافع صلب، ليكون قادراً على مساعدة المنتخب في ظل غياب أوسو”.
اقرأ أيضاً.. منتخب سوريا يصالح عشاقه بفوز عريض على ميانمار.. ماهي فرص التأهل للدور القادم؟
فرص الفوز
أما عن حظوظ منتخب سوريا، قال سكر: “كالعادة منتخب كوريا الشمالية هو واحد من أكثر المنتخبات صعوبة في القارة”.
وعزا سكر ذلك، إلى أن منتخب كوريا دائماً ما يعتم على التفاصيل كلها المتعلقة بمبارياته.
كما أكمل: “في مباراة الذهاب كان هناك لاعب لم يلعب منذ 3 سنوات، تفاجأنا بأنه يلعب أساسياً، وعرفنا لاحقاً أنه كان يلعب ضمن الدوري الكوري”.
وبيّن سكر، أنه لا توجد معلومات عن الدوري في كوريا الشمالية في مواقع الإنترنت، وكذلك في مواقع “السوشال ميديا”، لذا من الصعب معرفة أي معلومات مميزة عن المنتخب الكوري.
وواصل: “التوقع أمام منتخب كوريا صعب، لكن نتأمل أن تكون ظروف نقل المباراة إلى لاوس، بعيداً عن التعتيم داخل كوريا الشمالية”.
وأوضح: “لابد لمنتخبنا أن يحاول أخذ المباراة على الأقل للتعادل، بوجود عمر السومة ووجود لاعبين مميزين معه على الأطراف مثل داليهو؛ الذي أثبت نفسه بشكل كبير جداً في التوقف الدولي الماضي”.
في حين اختتم قائلاً: “نتأمل أن يخرج منتخب سوريا بنتيجة من هذه المباراة، ومنطقياً نحن مرشحون لكسب نقطة على الأقل من هذا اللقاء، والتأهل إلى الدور النهائي”.