Site icon هاشتاغ

الدروس الخصوصية آفة في بيوت السوريين.. و”الحل” لدى “التربوية السورية”

هاشتاغ – حسن عيسى

 

تعد ظاهرة الدروس الخصوصية من بين التحديات التي تعصف بالنظام التعليمي في سوريا، الذي يواجه تحدياً كبيراً في تلبية حاجات وتطلعات الطلاب والأهال.

 

وبعد انتشارها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، أصبحت مصدر قلق واستياء للكثيرين.

 

أسباب الانتشار

يقول “عادل صهيوني” الذي يعمل كمدرس لمادة الفيزياء في إحدى مدارس طرطوس، إن أحد أسباب هذه الظاهرة هو عدم كفاية الدروس المدرسية في تغطية المناهج الدراسية وتوفير الفهم العميق والمهارات اللازمة للطلاب، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وتأثيرها على البنية التحتية والموارد والجودة التعليمية.

 

بدورها، ترى “أم بشار”، التي تعتمد في تدريس أولادها الثلاثة على المعاهد والدروس الخصوصية، أن ضعف مستوى بعض المعلمين وعدم تطبيقهم للطرائق التعليمية الحديثة والنشطة التي تحفز المتعلم على الاستكشاف والبحث والتفاعل والابتكار، أدت لتوجه بعض الأهالي إلى طرق بديلة لتقوية أبنائهم في المراحل العمرية المبكرة، مشيرةً إلى أن الكثير من المعلمين يكتفون بالتلقين والحفظ والتكرار والاختبار لطلابهم.

 

من جهته يعتبر “ماهر” الذي يعيش تجربته الثانية في دراسة الشهادة الثانوية، أن رغبة الأهالي في تأمين مستقبل أبنائهم وتحقيق طموحاتهم وتفادي الفشل والتأخر الدراسي، أسهم في خلق بيئة مناسبة لانتشار المعاهد التي تدعي أنها تنقل الطالبة لمرحلة متقدمة في دراسته، على حد تعبيره.

 

وبين أن التأثر بالضغوط الاجتماعية والثقافية التي تربط بين النجاح الدراسي والنجاح الحياتي والمكانة الاجتماعية شجع انتشار الظاهرة.

 

آراء متباينة حول الدروس الخصوصية

تقول بشرى: “أنا معلمة في مدرسة حكومية، وأقدم دروس خصوصية في مادة اللغة العربية لطلابي بعد الدوام، وأرى أن هذا حق لي وواجب علي، فأنا أعمل بجد وأحتاج إلى دخل إضافي لتحسين وضعي المعيشي، وأساعد طلابي في فهم المنهج والاستعداد للامتحانات، ولا أجبر أحداً على الالتحاق بالدروس الخصوصية، بل هم يطلبون مني ذلك”.

 

بدوره يقول أبو مالك: “أُنفق الكثير من المال على الدروس الخصوصية لأولادي الثلاثة، وأرى أن هذا ضروري ومفيد، فالمدرسة لا تكفي لتعليمهم كل شيء، والمناهج صعبة وكثيرة، والمعلمين غير مؤهلين أو غير مهتمين، وأنا أريد لأبنائي أن يحصلوا على شهادات عالية وأن يدخلوا الجامعات التي يحلمون بها، وأن يكونوا أفضل من غيرهم”.

 

في المقابل تقول غزل: “أنا طالبة في الصف الحادي عشر، وأحضر دروس خصوصية في معهد خاص، وأرى أن هذا مضيعة للوقت والمال والجهد، فأنا أتعلم نفس الأشياء التي أتعلمها في المدرسة، أشعر بالملل والضغط والتوتر، لأنني أضطر للذهاب إلى المعهد بسبب إصرار والدي وخوفي من الفشل”.

 

الدروس الخصوصية في نظر وزارة التربية

ترى مديرة الإشراف التربوي بوزارة التربية السورية إيناس ميا أن “الدروس الخصوصية ظاهرة تواجه الكثير من الأنظمة التربوية، وهي ناتجة بشكل أساسي عن الرغبة بالحصول على درجات مرتفعة في الامتحانات، وخاصة امتحانات الشهادات، حيث يسعى الطلاب للحصول على أعلى الدرجات لدخول الجامعة وفق الاختصاصات التي يرغبون بها”.

 

وذكرت “ميا” في حديثها لـ “هاشتاغ” أن الدروس الخصوصية انتشرت بشكل كبير، بحيث أصبحنا نراها بين طلاب الصفوف الانتقالية، وحتى في صفوف الحلقة الأولى من التعليم الأساسي.

 

وتقول “ميا”: “لا بد أن نشير إلى أنا نعيش في عصر يتميز بسرعة هائلة في إنتاج المعلومات والمعارف، ونحتاج إلى إعداد إنسان قادر على العيش في هذا العصر واستخدام أدواته وتمتعه بالمهارات التي يحتاجها في حياته وفي عمله”.

 

وترى “ميا” أن المعلومات الصم التي يتلقاها المتعلم ليحفظها ثم يقوم بسكبها كما هي على ورقة الامتحان، فهي وإن ساهمت في حصوله على درجات عالية إلا أنها لن تمكنه من الانخراط في عالم يحتاج إلى مهارات كبيرة وقدرات متميزة.

 

وتضيف: “بالتأكيد إن الدرس الخاص لن يوفر للمتعلم هذه القدرات وهذه المهارات، بل سيصنع منه شخصا اتكالياً متلقياً بشكل سلبي فقط، يفتقد إلى روح المبادة والقدرة على الابتكار والإبداع”.

 

ومن وجهة نظر “ميا” فإن “عدم قدرة بعض أولياء الأمور على متابعة تدريس أبنائهم أمر طبيعي، فلا يمكن لولي الأمر أن يقوم بهذه المهمة فهو ليس معداً علمياً أو تربوياً ليقوم بتدريس جميع المواد الدراسية، وحين يجد أن المدرس قصر في أداء عمله يضطر للجوء إلى المدرس الخاص”.

 

وتلفت مديرة الإشراف التربوي إلى أن وزارة التربية تعمل على العديد من البدائل لتخفيف هذه الظاهرة، من بينها الدروس التعليمية على القناة الفضائية التربوية، وإنشاء منصات تربوية في المركز الوطني لتطوير المناهج، فضلاً عن الندوات التدريبية لتدريب الزملاء المعلمين على الطرائق الحديثة وآليات التعامل مع المناهج المطورة.

Exit mobile version