يتسيد القيمر أو كما يوصف بـ”الأمير الأبيض” أعرق الأسواق الشعبية في مدن الجزيرة السورية، وهو وجبة تراثية حظيت بمكانة هامة على موائد السوريين وفي مناسباتهم، قبل أن يضاعف ارتفاع الدولار أسعاره عشرات الأضعاف.
ارتفاع الأسعار
وعن الارتفاع الكبير في أسعار القيمر، قال تاجر المواد الغذائية، أبو حمدين، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “كيلو القيمر قبل أقل من شهر كان يباع بخمسين ألف ليرة سورية”.
وأضاف أنه “اليوم مع هبوط قيمة الليرة ارتفع ثمنه لأكثر من 200 ألف ليرة سورية”.
وأوضح أن القيمر الذي يعتبر من الأكلات السورية القديمة في الجزيرة السورية، قد بات حلماً يراود السوريين بسبب غلاء أسعاره.
وقال “ثمن كيلو غرام الواحد منه يعادل أجرة موظف أو عامل لشهر ونصف تقريباً.
ضعف القوة الشرائية
من جانبه قال عزيز، وهو صاحب محل في سوق القيمر الأكثر شهرة في مدينة القامشلي، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “إنه كان يبيع قبل أزمة البلاد في اليوم الواحد أكثر من 30 كيلوغراماً”.
وأكد أن البيع انخفض خلال الأزمة إلى 7 كيلوغرامات، لكن مع الانهيارات المتتالية للعملة السورية بات بيعه في الشهر مقتصراً على عشر كيلوغرام فقط”.
وأضاف: “قلة الزبائن سببها ضعف القوة الشرائية، والتي أثرت بدورها على منتجي المادة الذين ينخفضون بشكل دوري”.
وتابع ” أن المهنة انحصرت في كبار السن بعدما كان الشباب من الجنسين يصنعونه بكميات وفيرة، وأحياناً يصدرونه للمحافظات الأخرى”.
تأثر الثروة الحيوانية
ويعد ارتفاع أسعار الأعلاف، وضعف القوة الشرائية من أهم الأسباب التي دفعت عشرات صانعي القيمر لترك المهنة.
كما أنهم باتوا يبحثون عن مورد جديد لإعالة عوائلهم.
وتأثرت الثروة الحيوانية بأزمة البلاد، فانعكست آثارها السلبية على مربي المواشي، ومنها الجواميس وخسارتهم لقطعانهم جراء نقص الأعلاف وغلاء أسعارها.
إضافة لقلة الأمطار ونقص المراعي، مما أدى لخسارة سورية قرابة 40 إلى 50 بالمئة من ثروتها الحيوانية.
وهذا بدوره انعكس على العديد من الصناعات، لاسيما صناعة الحلويات التي يدخل الحليب في جزء كبير منها.