Site icon هاشتاغ

“الليغا” تفتقد الحكاية.. والنجم المنقذ

زياد شعبو

 

فقدت “الليغا” جزء لا يستهان به من مزايا الجذب الإعلامي والاستثماري والمتابعة الجماهيرية. قد يقول قائل إن هجرة النجوم التقليديين بعالم كرة القدم هو أحد أهم الأسباب لتراجع الاهتمام الجماهيري بالدوري الإسباني، فمنذ مغادرة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي لم يستطع قطبي الكرة الإسبانية تعويضهما.

فمن ناحية فشل ريال مدريد بالتعاقد مع مبابي رغم كثرة محاولاته، وكذلك برشلونة فشل في تعويض ميسي عدا عن الأزمة المالية الخانقة التي جعلت النادي ينازع ويتراجع محليا وأوروبيا، ما انعكس سلبا على أهم مباريات كرة القدم الأوروبية وأقصد هنا مباراة الكلاسيكو.

 

 

في نظرة شاملة، افتقد الدوري الإسباني للحكاية، وبمعنى أوضح اقتصرت ذروة نجاح الليغا على واقعة الكلاسيكو كأكبر حدث كروي في العالم، وانحسار المنافسة على مر أكثر من عقد على أندية برشلونة و ريال مدريد وكومبارس يكمل شكل الدوري مثل أندية اتلتيكو مدريد وإشبيبلة، أي أن حكاية المنافسة كانت برعاية حصرية بين الفريقين، وعجزت رابطة الدوري الإسباني بخططها التي كانت تستهدف توسيع دائرة المنافسة والتحضير لمرحلة ما بعد هجرة النجوم.

 

استنزاف الاستثمارات وتراجع القيمة السوقية

 

في آخر ترتيب إحصائي قام به الويفا بما يخص ترتيب أفضل الدوريات الأوروبية جاء تراجع ترتيب الليغا متوقعا، فللمرة الأولى تاريخيا يتراجع الدوري الإسباني إلى المركز الرابع خلف الدوري الإنكليزي والألماني والإيطالي.

 

هذا مؤشر على تدني القيمة السوقية لليغا في ظل الأسباب التي ذكرت سابقا، إضافة إلى انخفاض في تدفق الاستثمارات.

على سبيل المثال ريال مدريد أحد أضخم أندية كرة القدم كان بحاجة لخطط استثمارية معقدة وطويلة الأمد لاستكمال تطوير ملعب السانتياغو، وأيضا برشلونة، أزمة تجديد ملعب الكامب نو، بينما في الدوري الإنكليزي في كل موسم هناك تحديثات وتوسيع وتطوير في معظم الأندية ليس آخرها توسيع ملعب ليفربول الانفيلد أو حتى بناء ملعب جديد لنادي إيفرتون بديل للغيدسون بارك و تطوير الفيلا بارك ملعب استون فيلا و الكثير من الأمثلة.

 

تدفق الاستثمارات في كرة القدم الإسبانية انخفض طردا مع انخفاض المنافسة والمتابعة الجماهيرية وهذا انعكس على جميع الأندية في الليغا، حيث انخفضت مستحقات الرعاية وحقوق البث عدا عن عدالة توزيع هذه المستحقات على الأندية، ما خلق تفاوتا كبيرا جدا بين الأندية دون أية حلول واستراتيجية مستقبلية من قبل رابطة الدوري .

 

متى تعود إلى الواجهة ؟

كمتفرج أتوق لمشاهدة نسخ من الدوري الإنكليزي في كل الدوريات، وهذا صعب عمليا فكل دوري يملك هوية فنية وتكيتيكة تتباين وتتشابه في كثير من التفاصيل، والقصد بالنسخ الإنكليزية هي القدرة على جذب الاستثمارات وتوظيفها بشكل فعال أكثر لخلق الحكاية والحبكة والتشويق وتوسيع دائرة المنافسة .

 

اللحظة الحاسمة التي ضربت البشرية و عالم كرة القدم تمثلت بجائحة كورونا 2020.

منذ ذلك التاريخ وكرة القدم الإسبانية تعاني من الآثار الجانبية النفسية والمالية، وحتى الآن مازالت غير قادرة على الخروج من هذه الحالة على غرار ما حصل في الدوريات الأوروببة المنافسة التي استطاعت تجاوز آثار تلك اللحظة.

 

ربما سننتظر ليوم يولد فيه نجم فوق العادة من رحم الأكاديميات ينقذ مستقبل الكرة الإسبانية ويعيدها إلى واجهة المتابعة من جديد.

Exit mobile version