استنفرت السلطات الإيطالية والفرنسية بعد أن تم القبض على مواطن مصري خلال رحلة جوية من باريس إلى القاهرة، وهبطت الطائرة اضطراريا في مطار روما.
جرى ذلك بسبب كتابة الشاب عبارة “بحبك يارب” على ورقة كانت بحوزته. في واقعة أثارت جدلاً واسعاً في مصر والعالم العربي.
وتبين أن الشاب المصري هو محمود أحمد عبد الستار، البالغ من العمر 23 عاماً، والذي كان يعمل مبلط سيراميك في إيطاليا.. وقرر العودة إلى مصر بعد معاناة من النصب والاحتجاز والمضايقات.
أقرأ المزيد: فرنسا تلغي المساعدات الطبية للمهاجرين غير الشرعيين
وفي تصريحات لموقع القاهرة 24، روى أحمد عبد الستار، والد الشاب، تفاصيل مأساة ابنه، وقال إنه سافر إلى إيطاليا في عام 2019.. بعد حصوله على شهادة الثانوية الأزهرية، وعمل مع شخص من محافظة الدقهلية لمدة عامين مجانا، مقابل أن يساعده في استخراج إقامة له.. ولكنه تعرض للنصب من قبله، ولم يسدد له الضرائب اللازمة، وفقد ورقة تثبت عمله، ورفضت السلطات الإيطالية منحه الإقامة.
وأضاف الأب أن ابنه انتقل للعمل لدى شخص آخر، وتعرض أيضاً للنصب والاحتجاز من قبله، وأنه كان يعمل دون مقابل مادي.. ويعيش في ظروف صعبة، ويوفر طعامه وشرابه بقدر محدود، وأنه أصيب بحالة نفسية سيئة بسبب العقبات التي واجهته في إيطاليا، وخسارته شقى عمره، وقرر العودة لمصر نهائياً.. واشترى تذكرة طيران من باريس إلى القاهرة.
وأوضح الأب أن ابنه أصيب بالصداع والإعياء أثناء رحلته الجوية، وطلب علاجا من المضيفة.. وكتب على ورقة كانت بحوزته عبارة “بحبك يارب”، وهي عبارة تعبر عن حبه لله وثقته به.
ولكنه فوجئ بأن الطائرة تهبط اضطرارياً في مطار روما، وأن قوات الأمن تلقي القبض عليه، وتتهمه بالإرهاب.. وتحقق معه لساعات طويلة، دون أن يفهم ما يحدث، أو ما هي الجريمة التي ارتكبها.
وأشار الأب إلى أن القنصل المصري في روما تواصل معه، وأخبره أن الشرطة الإيطالية اقتادت ابنه إلى فرنسا، لمواجهة التهم الموجهة إليه.. وأنه لا يعلم أي شيء عن حالته أو مكانه حتى الآن.. ولا يستطيع التواصل معه، وأنه يحتاج إلى محامي للدفاع عنه.. وهو ما لا يملكه، لأن تكلفة المحامي في فرنسا مرتفعة جداً.
وأكد الأب أن الواقعة أثرت عليه وعلى أسرته بشكل كبير. وأن والدة الشاب فور علمها بالقبض عليه أصيبت بجلطة في المخ.. ودخلت في غيبوبة، ونقلت إلى المستشفى.
وأذكر الأب أنه هو الآخر أصيب بحالة إعياء وضيق في التنفس، وأنه يخشى على حياة ابنه وأمه، قائلا:
“دا ابني الوحيد ملناش غيره، واخدين منه التليفون وجواز السفر.. ومش عارف عنه حاجة. أمه في المستشفى وأنا هموت عليه، والله أنا بموت”.