اعترفت رئيسة بلدية مدينة بوسطن الأميركية ميشيل وو، بالخطأ الذي ارتكبته الشرطة في اتهام رجلين من أصول إفريقية بقتل امرأة بيضاء عام 1989، وهي قضية أثارت غضباً واحتجاجات في المدينة التي تعاني من التمييز العنصري منذ عقود.
وقدمت وو اعتذاراً رسمياً للرجلين، لان سوانسون وويلي بينيت، في مؤتمر صحفي عقدته يوم الأربعاء، وأعربت عن أسفها الشديد للمعاناة التي تعرضا لها على مدى سنوات طويلة.
وتعود القضية إلى ليلة 23 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1989، حينما ادعى تشارلز ستيوارت، وهو رجل أبيض، أنه وزوجته كارول تعرضا لهجوم مسلح من قبل رجل أسود مجهول الهوية.. بينما كانا في طريقهما إلى منزلهما بعد مغادرة مستشفى بريغهام وومنز، حيث كانت كارول ترقد في جناح الولادة.
وزعم ستيوارت أن المسلح أجبرهما على القيادة إلى حي ميشن هيل.. وهو حي يقطنه أغلبية سوداء، وسلبهما مجوهراتهما ومبلغا من المال.. ثم أطلق النار على كارول في رأسها وعلى ستيوارت في بطنه.
أقرأ المزيد: 16 رصاصة اخترقت جسد رئيس هايتي: 26 كولومبياً وأمريكيان نفذوا الجريمة
وتوفيت كارول، التي كانت حاملا في شهرها التاسع، في صباح اليوم التالي، بينما نجا ستيوارت بأعجوبة، وأنجبت طفلاً بعملية قيصرية، لكنه توفي بعد 17 يوما فقط.
وأثارت القضية حزناً وغضباً في المدينة، وخاصة في الأوساط السوداء، التي شعرت بالظلم والتهميش من قبل الشرطة والإعلام.
وبناءً على ادعاء ستيوارت، شنت شرطة بوسطن حملة قمعية على سكان حي ميشن هيل، واعتقلت واستجوبت العشرات من الرجال السود، ومن بينهم سوانسون وبينيت، اللذين كانا في الحي في ليلة الجريمة.
ولم تجد الشرطة أي دليل يثبت تورطهما، لكنها استمرت في ملاحقتهما وتشويه سمعتهما، مما أثر على حياتهما الشخصية والمهنية.
وبعد ثلاثة أشهر من الجريمة، انتحر ستيوارت بإلقاء نفسه من جسر تشارلزتاون. بعد أن كشف شقيقه ماثيو عن حقيقة ما حدث.
واعترف ماثيو أن ستيوارت هو من قتل زوجته وطفله، وأنه أطلق النار على نفسه.. وأنه طلب منه التخلص من المسدس والمجوهرات والمال.
وأوضح ماثيو أن ستيوارت خطط للجريمة للحصول على مبلغ تأمين على حياة زوجته.. وأنه اختار اللون الأسود للمسلح للاستفادة من التحيز العنصري في المدينة.