قدَّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، فيلماً وثائقياً عن حياته السياسية، خلال اجتماعهما في مدينة سوتشي.
وذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الفيلم صوَّره النائب الأول للمدير العام لوكالة “تاس” الروسية ميخائيل غوسمان، ويروي قصة حياة أردوغان ومسيرته السياسية.
ويتكون الفيلم الوثائقي الذي كشف عنه في حزيران ومدته 25 دقيقة، أجزاء من مقابلات غوسمان الأربع مع أردوغان، جرت الأولى في عام 2005، عندما كان أردوغان رئيسا لوزراء تركيا.
مسيرة أردوغان وحياته حتى الوصول للسلطة
وعُرِض الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان “أردوغان السياسي العظيم”، على القناة الحكومية الروسية وقناة روسيا 24 التلفزيونية.
يروي الفيلم طفولة أردوغان وسنوات الدراسة والجامعة ودخوله إلى عالم السياسة ونجاحه وخدماته خلال فترة إدارته، ودوره في إدارة الأزمات الإقليمية.
بدأ الرئيس التركي العمل السياسي “في سن الـ17 عاماً تقريباً”، وعمل في منظمات شبابية ومحلية، وهيئات حزبية، قبل أن يصعد إلى منصب والي إسطنبول.
وبحسب أردوغان فإن الوصول إلى السلطة، “عمل شاق ومسؤولية كبيرة”، والسياسة ترتبط دائماً بمخاطر كبيرة.
ويسلط الفيلم الضوء أيضاً، على حياة أردوغان الشخصية، ويحكي عن قصة لقائه بزوجته “أمينة أردوغان”، ومواقفه الدينية، وحبه لكرة القدم.
بالإضافة إلى ذلك، يلفت الفيلم الوثائقي الانتباه إلى آراء أردوغان من خلال تضمينه بعض العبارات من كتاب أردوغان الذي يحمل عنوان ” عالم أكثر عدالة ممكن”، والذي تمت ترجمته إلى اللغة الروسية منذ فترة بتعاون من دائرة الاتصال بالرئاسة التركية.
مُعِدّ الفيلم يمتدح أردوغان
وقال غوسمان معد الفيلم “نحن أمام سياسي عظيم وزعيم عالمي يملك كاريزما كبيرة ويلعب دوراً كبيراً في العالم، لديه مستوى عالٍ جداً للتفكير الاستراتيجي الذي يفهم العالم الحديث”.
ويشير غوسمان إلى أن طريق أردوغان إلى قمة السلطة لم يكن سهلاً، وأصبحت تركيا في ظل رئاسته أقوى وأكثر استقراراً، وأصبح صوتها مسموعاً في العالم.
ويعكس تقديم الفيلم من قبل بوتين لأردوغان أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين، ويؤكد الفيلم على الدور القيادي الذي لعبه أردوغان في تركيا، واهتمام بوتين به كشخصية سياسية بارزة.
“صديقي العزيز”
وبعد الاجتماع وصف أردوغان بوتين بـ”صديقي العزيز” وكتب عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، “التقينا اليوم مع الرئيس الروسي، صديقي العزيز السيد فلاديمير بوتين في سوتشي”.
وأضاف أن الطرفين يعتزمان مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بين تركيا وروسيا، خاصةً في مجالات التجارة والطاقة والسياحة والاقتصاد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يصف فيها أردوغان بوتين بـ “صديقي العزيز”، ففي تموز/يوليو من عام 2016 قال حينها خلال زيارته إلى روسيا “صفحة جديدة مع صديقي بوتين”.
وتطورت العلاقة بين تركيا وروسيا بعد عام 2016، وتحولت العلاقة إلى ودية بين الرئيسين، عقب محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا.
وتربط كلاً من البلدين علاقات اقتصادية وتجارية وسياسية واسعة، ويتعاون البلدان في العديد من القطاعات، مثل الطاقة والتجارة والاستثمارات.
وعلى الرغم من هذه العلاقة الودية إلا أن هناك بعض الملفات والقضايا المتداخلة بينهم، منها الملف السوري والليبي وأذربيجان سابقاً، وملفات تتفق بها البلدين مثل “اتفاقية الحبوب”.