تشتهر سوريا بتقليدٍ يتبادل فيه الجيران ما يسميه السوريون “سكبة رمضان”، وهي أن تتبادل قسماً من طعام إفطارك مع من هم حولك من بيوت أو شقق مجاورة.
ويعتبر إعداد طبق طعام أبيض رئيسي مع بداية الصيام، تقليداً للتعبير عن البهجة والتفاؤل والاستبشار خيراً بقدوم شهر رمضان.
وترتبط هذه العادة بتنوع الأكلات الفلكلورية السورية والشامية عامةً، التي تعتمد على اللبن الرائب كمكون أساسي مثل الشاكرية وشيخ المحشي والشيشبرك.
لكن هذه العادات الرمضانية العريقة تنحسر وتكاد تغيب خلال الأعوام القليلة الماضية، وتصبح ترفاً يقتصر فقط على ميسوري الحال.
أزمة اقتصادية خانقة
ويعود سبب ذلك للغلاء الفاحش وانتشار الفقر وارتفاع أسعار مختلف السلع والمواد الغذائية، على وقع الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عقد.
وزادت كارثة الزلزال المدمر التي ضربت البلاد في 6 شباط/ فبراير الماضي، من صعوبة الأوضاع المعيشية والاقتصادية في العديد من المحافظات.
وتبلغ كلفة إعداد أحد تلك الأطباق البيضاء لأسرة سورية متوسطة العدد (نحو 5 أفراد مثلاً)، نحو مئة ألف ليرة وهو ما يعادل تقريباً راتب شهر كامل.
وقفز سعر كيلو اللحم مع حلول رمضان لأكثر من 80 ألف ليرة، أما كيلو لحم الدجاج فبلغ نحو 30 ألف، فضلاً عن ارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية.
الحفاظ على العادات
وذكرت المواطنة السورية ميديا محمد، أنه رغم الظروف الصعبة والغلاء لكن الناس تحاول الحفاظ على عاداتها الرمضانية المتوارثة، ومنها سكبة الجار والطبق الأبيض.
وأشارت ميديا في حديثٍ مع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن عائلتها طبخت الشاكرية بلحم بالدجاج، نظراً لارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بشكل جنوني.
وتعتبر الشاكرية من الأطباق اللبنية، التي تعد جزء أصيل من المطبخ الدمشقي والسوري عامةً، وهي تقدم غالباً مع الأرز بالشعيرية المحمصة.
انعدام الأمن الغذائي
وكشف برنامج الأغذية العالمي في وقت سابق من آذار/ مارس الجاري، عن أن نحو 12.1 مليون شخص في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
واعتبر البرنامج أن هذا الأمر يجعل سوريا من بين البلدان الستة، التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في العالم.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن متوسط الأجر الشهري في سوريا يغطي حالياً نحو ربع الاحتياجات الغذائية للأسرة الواحدة فقط.