اهتزت الأرض بقوة في منطقة نائية من غربي الصين، أمس الثلاثاء، مخلفةً وراءها دمارا وخسائر في الأرواح والممتلكات، لكن الكارثة لم تنهِ إرادة الناجين، الذين تحدوا الظروف القاسية وتجمعوا في مخيمات مؤقتة، متشبثين بالأمل في إعادة بناء حياتهم.
وكان الزلزال الذي بلغت قوته 7.1 درجات على مقياس ريختر، وضرب مقاطعة شينجيانغ الصينية، واحداً من أقوى الزلازل التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين، بالإضافة إلى تدمير مئات المباني والمنازل والمزارع.
وتواصلت الهزات الارتدادية للزلزال حتى اليوم التالي، مما أجبر أكثر من 12 ألف شخص على الفرار من مناطقهم والبحث عن مأوى آمن.
ولم يكن الأمر سهلاً، فالمنطقة التي ضربها الزلزال تقع في أقصى غرب الصين، بالقرب من الحدود مع كازاخستان، وتتميز بطبيعة جبلية وقاحلة وباردة، وكانت درجات الحرارة تنخفض إلى ما دون الصفر، مما زاد من معاناة النازحين.
وبحسب وكالة الأنباء الصينية الرسمية، فإن السلطات المحلية نشرت أكثر من 2300 من رجال الإنقاذ والمسعفين والجنود، للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإغاثة.
وتم توزيع معدات الإنقاذ، بما في ذلك الخيام والمعاطف والأغطية والمواد الغذائية والمياه، على النازحين، الذين نصبوا مخيماتهم في الأماكن المفتوحة أو في المدارس والمساجد والمراكز الثقافية.
وأظهرت لقطات تلفزيونية، بثها التلفزيون الصيني المركزي، حالة الذعر والفزع التي عاشها السكان لحظة وقوع الزلزال، وكيف هرعوا إلى الشوارع والساحات، خوفا من انهيار المباني.
وأظهرت اللقطات أيضاً المشاهد المؤلمة للدمار الذي خلفه الزلزال، حيث انهارت الجدران والأسقف والأعمدة، وتصدعت الطرق والجسور، وانقطعت الكهرباء والاتصالات.
وكانت أكثر المناطق تضررا من الزلزال هي محافظة كيزيلسو قيرغيز، التي تقع في مركز الزلزال.
وفي هذه المحافظة، تسبب الزلزال في أضرار بدرجات متفاوتة لـ 851 مبنى، وانهيار 93 مبنى، ومقتل 910 رؤوس من الماشية، وفقاً لنائب سكرتير الحزب في المقاطعة، وروزيالي هاكسيهيرباي.
وأجلت المحافظة 7338 من سكانها، فيما تم إجلاء 12426 شخصا في المجمل من منطقة الزلزال.
وقال رئيس إدارة الزلازل في شينجيانغ، تشانغ يونغ جيو، في مؤتمر صحفي، إن الزلزال كان قويا للغاية، ولكن حالات الوفيات والإصابات ليست خطيرة.
وأوضح أن مركز الزلزال كان في منطقة جبلية على ارتفاع حوالي 3000 متر فوق مستوى سطح البحر، وأن ذلك ساهم في تقليل حجم الضرر، مبيناً أن السلطات تعمل على تقييم الخسائر وإعادة الخدمات الأساسية وإصلاح البنية التحتية.
وأعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ، في بيان، عن تعازيه للضحايا والمتضررين من الزلزال، وأمر ببذل كل الجهود لإنقاذ الناجين وتقديم المساعدات الإنسانية.
ويعتبر الزلزال الأخير أحدث حلقة في سلسلة من الزلازل التي ضربت الصين في السنوات الأخيرة، والتي تعكس النشاط الزلزالي العالي في هذا البلد الآسيوي.
وتعود آخر كارثة زلزالية كبيرة في الصين إلى عام 2008، عندما ضرب زلزال بقوة 8 درجات مقاطعة سيتشوان، وأسفر عن مقتل نحو 90 ألف شخص وتشريد ملايين الآخرين.