رغم أن كريدي سويس البنك الذي تم تأسيسه في 1856، مرّ بأزمات كثيرة إلا أنها لم تكن بهذه الشدة. ولم يأت إعلان المصرف عن اقتراض الأموال إلا بعد عاصفة مالية هوجاء استمرت نحو أربع وعشرين ساعة فقط، أدت إلى انخفاض حاد في سعر سهمه.
وتختصر أعمال كريدي سويس إلى حدّ كبير بإدارة الأموال وإنشاء منتجات استثمارية لزبائنه الأثرياء حول العالم. ومع ذلك سجل البنك خسائر صافية بلغت 7.4 مليارات يورو في 2022 وكانت أكبر خسارة منذ الأزمة المالية في 2008.
سبب أزمة البنك
منذ انهيار بنك سيليكون فالي في الولايات المتحدة تخوف المستثمرون من وصول هذه العدوى إلى المصارف حول العالم. وأدى ذلك إلى بيع أسهم في بنوك في جميع بلدان العالم، بينها كريدي سويس.
غير أن تلك المشاركة التي واجهها المصرف اشتدت عندما أعلن البنك الأهلي السعودي أنه لا يفكر في زيادة استثماراته في المصرف السويسري بسبب القواعد التنظيمية حيث يمتلك البنك الأهلي السعودي نحو 9.9 في المئة من الأسهم في كريدي سويس.
ردّة فعل المستثمرين
لقد جاء الإعلان السعودي في أسوأ توقيت ممكن فالمستثمرون في كريدي سويس كانوا متخوفين أساساً من انتقال العدوى الأمريكية إلى أوروبا، ومن احتمال وجود ثغرات ضعف في النظام المصرفي العالمي.
وحين أعلن البنك الأهلي السعودي ذلك تعززت مخاوف المستثمرين في كريدي سويس، وأثارت فرضية مرعبة مفادها أن البنك قد يجبر على الاستفادة والاستعانة من المساهمين والمستثمرين لتأمين السيولة.
ويدير المصرف السويسري رؤوس أموال وأعمال الأثرياء الذين يمتلكون الملايين وأحياناً المليارات ويريدون الاستثمار فيها. وإضافة إلى الأغنياء، هناك عدة صناديق للثروة السيادية تتعامل معه.
بماذا يستثمر البنك؟
يحتل كريدي سويس المرتبة الثانية في سويسرا من حيث الأصول ويعد بنكاً رئيسياً في النظام العالمي، بعكس بنك “سيليكون فالي” الذي يعتبر مصرفاً محلياً وكان يخدم شركات ناشئة بالإجمال.
وبينما أقر كريدي سويس حزمة من الإجراءات لحماية المؤسسة من ارتفاع أسعار الفائدة، قال بنك سيليكون فالي إنه لا يملك أي احتياطات مالية يمكن أن تساعده في أزمته التي أدى إليها ارتفاع أسعار الفائدة.
ولكن رغم الاختلاف الجذري بين المصرفين فقد تراجعت أسهم كريدي سويس بنحو 7بالمئة في سويسرا الجمعة، ما يعني أن السهم خسر خمس قيمته هذا الأسبوع.