تعكس الصدمة والغضب الذي أثارته جريمة مقتل باسكال سليمان، منسق “القوات” اللبنانية في قضاء جبيل، على يد أفراد يشتبه في كونهم سوريين، الوضع المتوتر في البلاد، خصوصاً ما يتعلق بأزمة اللاجئين.
الحادثة، التي أدت إلى تصاعد التوترات الاجتماعية والسياسية في البلاد، دفعت بعض الأفراد إلى الاعتداء على اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان، وأدت إلى ارتكاب أفعال غير مسؤولة بحقهم.
وفي أعقاب الإعلان عن مقتل سليمان، شهدت مناطق لبنانية تظاهرات وإغلاق طرق، في حين تداول نشطاء فيديوهات تظهر حالات اعتداء انتقامية على نازحين سوريين في مناطق لبنانية متفرقة.
وجاءت هذه الأفعال على الرغم من الدعوات المتكررة من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال لضبط النفس، وعدم الانجرار وراء ردود الفعل العنيفة، وذلك بعد حادثة مقتل سليمان.
وقد وجهت أصابع الاتهام نحو اللاجئين السوريين في لبنان، بما في ذلك من قبل وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان، الذي أشعل الأجواء وأصدر بياناً تصعيداً هاجم فيه النازحين.
وقال بوشكيان في البيان: “على النازحين السوريين الذين بدل عودتهم إلى المناطق الآمنة في بلدهم سوريا، يفتعلون المشاكل في لبنان من دون سبب إلا لإيقاع التفرقة بين اللبنانيين وبينهم وبين السوريين، وتنفيذ جرائم الخطف والسرقة والتهريب وتعاطي الممنوعات”.
من جانبها، أدانت مصادر القوات اللبنانية الجريمة بشدة، واصفة إياها بالجريمة السياسية الموصوفة، وأكدت على متابعة القضية وعدم السكوت عنها.
وزعمت مصادر في حزب القوات أن خلفية القتل ليست جنائية، وأن هناك شبهات مرتبطة بالحادثة لا تتعلق بعملية سرقة، مؤكدة رفضها لأي توجه يهمل التحقيق الجدي في مقتل سليمان.
ماذا حدث؟
وأعلن الجيش اللبناني أمس الاثنين مقتل باسكال سليمان، منسق حزب القوات اللبنانية في منطقة جبيل، الذي اختُطف في اليوم السابق من قبل عصابة قالت السلطات اللبنانية إن عدد من أفرادها سوريين.
وذكر الجيش أن مقتل سليمان كان على يد خاطفيه في محاولة فاشلة لسرقة سيارته، وأنه تم نقل جثته إلى سوريا في تطور دراماتيكي للأحداث.
قيادة الجيش كشفت في بيان رسمي عن نجاح مديرية المخابرات في توقيف معظم أعضاء العصابة المتورطين، مشيرةً إلى وجود تنسيق مستمر مع السلطات السورية لاستعادة الجثة، وأن التحقيقات مستمرة تحت إشراف النيابة العامة التمييزية.
في السياق ذاته، أصدر المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بياناً أدان فيه مقتل سليمان وقدم التعازي لعائلته ولحزب القوات اللبنانية، داعياً إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الدعوات المتعلقة بالاعتداء على السوريين.