أعلن نادي ليفربول بشراكة مع نموذج ذكاء اصطناعي جديد من “غوغل“، عن استخدام النادي الإنكليزي لذلك النموذج من أجل تحسين التعامل مع الركلات الركنية دون غيرها من الأمور.
وقبل سنوات ليست ببعيدة، كان جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي السابق لكرة القدم، يرفض بشدة إدخال التكنولوجيا بشكل مبالغ لكرة القدم، وفقاً لوكالة “فرانس برس”.
كانت مبررات بلاتر أن الأخطاء جزء من متعة كرة القدم، وأن التكنولوجيا قد تذهب بتلك المتعة بعيداً.
لكن بعد مرور سنوات على خروج بلاتر من كرة القدم العالمية، وإبعاده عن أي نشاط يخص الرياضة المحبوبة، تتضح بعض اللمحات الخطيرة من استخدام التكنولوجيا في كرة القدم.
تحسين الركلات الركنية
يقوم نموذج “غوغل” لتحسين الركلات الركنية على دراسة عدد كبير للغاية من الركلات الركنية، ويحللها بشكل عميق من خلال خوارزميات تعليم الذات الخاصة به.
لم يعتمد هذا النموذج فقط على تعليم الذات، إنما حصل على كم بيانات هائل من قبل خبراء في نادي ليفربول، ودمج كل ذلك ليخرج بأفضل النتائج في كل حالة.
حيث يدرس النموذج طول ووزن اللاعب وتمركزه في الملعب، ومدى سرعته وطريقة تحركه عند تنفيذ الكرات الثابتة.
وبحسب البيان المشترك بين “غوغل” ونادي ليفربول، فقد استعان الخبراء برأي النموذج في 90% من الحالات التي يقدم فيها المشورة، بدلاً من رأيهم التكتيكي الخاص بهم.
كما يخبر النموذج المدربين بمن هو اللاعب الذي يملك احتمالية أكبر للحصول على الكرة، وما إذا كان سيستطيع التسديد، وكم مرة نجحت التكتيكات المماثلة في المحاولات الماضية.
اقرأ أيضاً.. عبر الذكاء الصناعي.. أنظمة تتبع الأطراف السفلية قريباً في الملاعب
نتائج مثالية
فإذا كان النموذج الحديث الصنع تم تطويره على فريق واحد فقط من 20 فريقاً في الدوري الإنكليزي، تكون تلك هي النتائج الخاصة به، فكيف سيكون الحال لو حصل على بيانات أكثر؟.
ستكون النتيجة قريبة للمثالية، هذا يتعلق بذلك النموذج فقط، لكن ماذا لو تم صنع نموذج آخر للتصدي لتلك الحسابات المعقدة.
أيضاً فيما يخص تحسين عملية الدفاع الخاصة بالفرق التي لا تمتلك النموذج الحالي في الركلات الركنية.
بل ماذا لو استعان فريقان بالنموذج ذاته مِن أجل تحسين مستواهما، أي فريق سيفضل الذكاء الاصطناعي ويمنحه النصيحة التي تؤثر في سير اللقاء لصالحه.
في حينها، بدلاً من أن نرى صراعات فكرية بين مدربين في الركلات الثابتة، ربما نرى صراعات بين عدة نماذج ذكاء اصطناعي يحاول كل منها أن يمنح فريقه الحل الأفضل.
وماذا سيحدث لو تم صنع نموذج لبقية الركلات الثابتة، ولركلات الجزاء ولطرق اللعب المفتوح المختلفة؟.
هذا سيعني بالضرورة خلال سنوات قليلة، التخلي عن مهنة المدير الفني بلا رجعة.
وبدلاً من أن تكون الصدارة لفريق يقوده بيب غوارديولا ويصارعه يورغن كلوب وميكيل أرتيتا، ستكون لفريق يتعاون مع “غوغل” ويصارعه آخر يتعاون مع أبل وثالث يتعاون مع “ChatGPT”.
هل يحل الذكاء الاصطناعي محل المدرب؟
يشار، إلى أن محاولة “غوغل” وليفربول ليست الأولى ضمن سلسلة محاولات طويلة للغاية من أجل الحصول على فرص أفضل للتسجيل ولتحسين أداء الفرق عن طريق التكنولوجيا.
بداية من تكنولوجيا خط المرمى، مروراً بالروبوت الحارس الذي يدرب اللاعبين.
وكذلك التحليل الدقيق لتكنيك تسديد كل لاعب للكرة والعمل على تحسينها، وصولاً لما نحن عليه الآن.
يذكر، أن الطريق للوصول إلى تلك المرحلة كان طويلاً وشاقاً للغاية، لكنه يتطور ويتحسن بسرعة كبيرة مؤخراً.
وعلى سبيل المثال، كانت أولى محاولات ليفربول لمثل ذلك التعاون قبل خمس سنوات فقط في عام 2019.
وكان من المفترض للنموذج محل البحث أن يكون أشمل ويقدم مشورات فنية على مجال أوسع وتم منحه اسم “تاكتيكال”.
لكن لاحقاً ولأن الإمكانات لم تسمح بذلك، تم قصر الأمر على تطوير نموذج مختص بالركلات الركنية.
إلى ذلك، أكد أحد الباحثين العاملين على ذلك النموذج ويدعى بيتر فيليكوفيتش، في تصريحات أن الهدف من تطوير تلك النماذج ليس استبدال العقل البشري، إنما العمل على “تاكتيكال”.
كما يؤكد أن العمل على مثل تلك النماذج لن يتوقف، وقريباً ربما لن نرى مدرباً يقف على الخط.
وبدلاً من ذلك، سنجد أحد الباحثين أو الفنيين القادرين على التعامل مع الذكاء الاصطناعي، يتواجد فقط لتنفيذ تعليماته وليكون همزة وصل مع اللاعبين.