في ظهور نادر للرئيس الروسي في أول مقابلة مع مذيع أمريكي منذ بدء الأزمة الأوكرانية، قال فلاديمير بوتين إن روسيا ستناضل من أجل مصالحها، نافيا وجود مصلحة لموسكو في توسيع حربها في أوكرانيا لدول أخرى مثل بولندا ولاتفيا.
وأضاف بوتين خلال المقابلة مع المذيع الأمريكي تاكر كارلسون، ردا على سؤال عما إذا كان يمكنه تصور سيناريو يتم خلاله إرسال قوات روسية إلى بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي، أجاب بوتين “فقط في حالة واحدة، إذا هاجمت بولندا روسيا. لماذا؟ لأننا ليس لدينا مصلحة في بولندا أو لاتفيا أو أي مكان آخر. لماذا نفعل ذلك؟ ببساطة ليس لدينا أي مصلحة”.
وتطرق بوتين إلى الأزمة الأوكرانية، مؤكدا أن بلاده وكييف ستتوصلان إلى اتفاق عاجلا أم آجلا، وقال إن “الناتو لديه خيارات الاعتراف بسيطرة روسيا على الأراضي الجديدة”.
وأشار إلى أن العالم سيتغير بغض النظر عن كيفية انتهاء الأزمة في أوكرانيا التي وصفها بأنها “كيان مصطنع تأسس في الحقبة الستالينية”.
وأوضح أن معنى الأوكرانيين في اللغة الروسية هو الناس الذين يعيشون على الأطراف، مشيرا إلى أنها لم لم تكن موجودة قبل عام 1922.
وأشار إلى أن “الأمريكيون تعهدوا بعدم توسع الناتو شرقا لكن التوسع حدث 5 مرات”، وكشف عن أن موسكو اقترحت انضمام روسيا إلى الناتو بعد انهيار الاتحاد السوفياتي لكن طلبها قوبل بالرفض.
وقال الرئيس الروسي “زرت الولايات المتحدة واقترحت بناء منظومة دفاع جوي موحدة مع واشنطن”.
وقال “عندما رفض الناتو انضمامنا إليه كانوا يخشون روسيا كدولة كبيرة وقوية، والناتو توسع 5 مرات بعد تقديم وعود لنا بعدم توسعه ولو لشبر واحد”.
وأضاف “لدينا معلومات بأن الولايات المتحدة دعمت الإرهابيين بروسيا واعتبرتهم معارضين، كما دعمت الانفصاليين في القوقاز ومدت الإرهابيين بالسلاح”.
وأشار إلى أن واشنطن اعتمدت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي سياسة العقوبات ضد موسكو، وقال إن “روسيا أصبحت الاقتصاد الأول في أوروبا في 2023 رغم العقوبات، والأدوات الأمريكية لا تجدي نفعا”.
وأبدى استعداد روسيا لتزويد أوروبا بالغاز عبر أنبوب “السيل الشمالي-2″، وقال “ولكن ألمانيا لا تريد”.
وأجريت المقابلة في موسكو يوم الثلاثاء الماضي، وتم بثها على موقع تاكر كارلسون دوت كوم ،أمس الخميس.
وتحدث بوتين باللغة الروسية وجرت دبلجة تصريحاته إلى الإنكليزية، وبدأها بحديث مطول حول علاقات روسيا مع أوكرانيا وبولندا ودول أخرى.
وقال الكرملين إن بوتين وافق على إجراء المقابلة مع كارلسون لأن النهج الذي يتبعه مذيع “فوكس نيوز” السابق يختلف عن التغطية “أحادية الجانب” للصراع في أوكرانيا التي تتبعها العديد من وسائل الإعلام الغربية.
ويعتبر كارلسون على علاقة وثيقة بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الساعي بقوة للعودة للبيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
ويدعو ترامب إلى وقف تصعيد الحرب في أوكرانيا وينتقد تقديم إدارة الرئيس جو بايدن دعما قويا لحكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كما أنه يعارض إرسال مليارات الدولارات من المساعدات.