Site icon هاشتاغ

نساءُ سوريا: إجازةٌ في الجنّة

نساءُ سوريا

نساءُ سوريا: إجازةٌ في الجنّة

هاشتاغ-عصام التكروري

إلهي .. إنهنَّ نساءُ سوريا، نساءُ سوريا اللاتي لم يكنّ يوماً على ما هنَّ عليهِ اليوم، نساءُ سوريا كنَّ كُحل الجمال الذي يُرصّعُ محرابَ الحروفِ عندما يستعصي على المعنى أنْ يسوقَ الفتنةَ إلى لغةِ الضاد، كنَّ الظباءَ الراكضةَ في سهولِ الدلالِ ساعةَ تلتوي الأرضَ على قدّها وتنادي: “المددُ المدد يا عشاقَ الحياة”، كُنَّ منْ نسلِ “العادياتِ ضَبْحا”، أفراساً من هالٍ وقهوةٍ تغزو كرومَ الألفةِ لقطافِ عنبِ المسرّة للأزواجِ و الضّنى، وأصبحنّ سليلات “الموريَات قدحاً” حينما أجبرتهنَّ الحربُ على نذرِ صدورهن لابتلاعِ الحُرقةِ حتى نسيّنَ ـ أو كِدنَ ـ سيرةَ هودجِ العشقِ الرصين.

أقرأ المزيد: عصاميّون .. ولكن

إنهنَّ نساءُ سوريا يا الله: مُلهماتُ نزار، آسراتُ النواب، وكلَّما تلألأ قمرٌ في كفِّ إحداهنَّ صاحَ درويش : هذا أنا … هذا أنا.

نساءُ سوريا تعبنَّ يا الله، تعبنَّ … فَجُد عليهنَّ بإجازةٍ سريعةٍ، إجازةٍ يقضينها في جنَّتكَ كي يرممنَ جمالهنّ، كي يعودَ العطرُ إلى أردانهنّ، ولكي تتدربَ الحورُ العينُ على فنِّ الأنوثةِ وسرِّ اليقين،

امنحهنَّ إجازةً في عليائك نتكفلُ خلالها ـ نحنُ معشرَ الرجالِ ـ بتنظيفِ الثرياتِ المُسنّةِ في كنائسكَ ولو بأهدابِ العينينْ، وننذرُ أظافرنا لنزيلَ ما علقَ بسجادِ جوامعِك من ذنوبِ الطُغاةِ والعشَّارينْ، إجازةً خاطفةً، وبعدها أعدهنَّ إلينا كي يعشّقنَ بالنرجسِ طباعنا، ويُهيئنَ لأغانينا طبقَ الفصول، يرمينَ أحزانَ البلادِ في بياراتِ النجومِ فتسترسلُ سوريا … باليمام.

أقرأ المزيد: وعندَ نعليّه تستوي الرؤوسُ

افعلها كي يظلَّ للجمالِ مرجعيته، كي يظلَّ الإنسانُ فينا إنساناً، افعلها و لاتدعهنًّ يذبلنَ كصفصافٍ على نهرٍ مات، افعلها رأفةً بقلوبٍ تناجيكَ وتقول :
“يا ربْ ..
مادامْ هالعمر جفلة فَرَسْ
ومادامْ كلّنا رحْ نفلْ
ارحمنا .. وفكرْ منيحْ
ورجعنا ع صدورهنْ
ضمة فلْ”.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version