الخميس, أكتوبر 10, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةخطوط حمرالإدارة ب "الشعارات"

الإدارة ب “الشعارات”

هاشتاغ-رأي- محمد محمود هرشو

مما لا شك فيه أنه لا يمكن لإدارة في العالم الاستمرار عبر “الشعارات” لأنها تصبح أقرب إلى التنظير. ولذلك، ربما من الأفضل لو قلنا إدارة “الشعارات”، و هذا ما أريد فعلاً الحديث عنه. فهو أمر متعب ذو صدى كبير على الأرض. سواءً سلباً أم إيجاباً وفقاً لطرق استثماره نظرياً و عملياً وتسويقياً و إعلامياً.

أكثر ما تعاني منه المنظمات التي تكون في طريقها إلى الفشل أمرين؛ أما ضعف الرؤية و التخطيط الاستراتيجي، أو انفصال الرؤية عن الواقع التطبيقي، و غالباً ما يكون السبب وراء ذلك هو فجوات بين القيادة العليا و القاعدة التنفيذية، بحيث لا يتم فهم الخطط المستقبلية و آليات التطبيق و التنفيذ من قبل المسؤولين عن ذلك، و هؤلاء لايعترفون بعدم فهمهم أو قصورهم خوفاً من استبدالهم، بل على العكس يقومون بتنفيذ و شرح تلك الشعارات و الخطط و فقاً لمفهومهم “القاصر” و آلياتهم القزمة فيفرّغون مضمون الشعار مهما كان مهماً و عظيماً.

 

و مع مرور الزمن يبقى الشعار شعاراً و لا تلمس القاعدة منه إلا العواطف و يصبح الشعار عبئاً على صاحبه، و هذا ما حصل فعلاً في بلادي منذ عقود.

لعل ما دفعني إلى تسليط الضوء على الموضوع سببان؛
الأول إعجابي الشديد بالشعار الذي أأطلق في الحملة الانتخابية الرئاسية، حيث لامس عقلي و عواطفي شأني في ذلك شأن كثيرين

الثاني، تفكيري الدائم بالمستقبل و قانون الاحتمالات عندما تراودني تساؤلات من قبيل: ماذا سنلمس من هذا الشعار, و ما هي آليات التطبيق؟
و الأهم من ذلك بكثير منطقياً من سيتولى التطبيق ؟

من المعلوم لدى الجميع أن القادة المخططين ليسوا أشخاصاً تنفيذيين، و أن الأشخاص التنفيذيون لا يصلحون للعكس، و هذا مثبت في علوم الإدارة و في التعريفات الواردة بين الإدارة و القيادة، فلكل دوره، و من أهم أدوار القادة هو رسم الخطط و السياسات و اختيار الفرق التنفيذية المناسبة لترجمة تلك الخطط و السياسات التي غالباً ما تكون مستندة إلى عنوان عريض (شعار) سيتم ترجمته في كافة جوانب العمل القادم .

إن ما سلف ذكره ليس أماني فحسب، أو سطور تكتب، بل هو مثبت في علوم السياسة والإدارة ويتم تطبيقه لدى قيادات العالم الأخرى و البلدان المتقدمة، حيث يتم اختيار فريق العمل للإدارات العامة من قبل المرشح تزامناً مع إطلاق شعار الحملة العريض أو العناوين الأخرى كالبيان الانتخابي، و عادة ما يتفاخر المرشح بفريق عمله و قدرته على ترجمة شعار الحملة خلال الفترة المقبلة، فمن المعلوم للجميع أنه لا يمكن ترجمة شعار جديد بأدوات قديمة ومستهلكة و بالية .

إن اختيار أدوات التنفيذ (فريق العمل) لا يقل أهميةً عن اختيار الشعار و سياسات المرحلة المقبلة، لا سيما في بلادي، حيث أصبحت الأدوات إرثاً سيئاً و عبئاً كبيراً على صاحب الشعار و الخطط الاستراتيجية بعد التجارب الفاشلة العديدة التي أثبتت تلك الأدوات فشلها فيها، و الإساءة في التنفيذ و تفريغ الشعار من مضمونه الحقيقي.

واليوم، وبعدما رأينا و رأى العالم بأكمله حب صاحب الشعار النابع من العاطفة فهو ارتباط وجداني بينه و بين الشعب على السرّاء و الضرّاء، فإن العيون تتوجه إليه رغم الخيبات التي عانى منها الكثيرون، سواء من آليات أو أشخاص سيئين و مسيئين (دبكوا) على شعارات لو ترجم جزء منها لكنا رغم الحرب من أهم دول المنطقة.

أخيراً يمكنني القول عقلياً و عاطفياً و وجدانياً و وطنياً إن غداً لناظره لقريب.

زجل
مو بالشعارات الأزمة تحلها
سوالف عربان بدها إرادة تحلها

جدل
مررنا بالكثير من التجارب الإدارية والسياسية أعطتنا كسوريين دروساً كلفتنا أثماناً غالية. كل ما علينا فعله هو الابتعاد عن التجارب والمصادفات، وتقييم كل مرحلة للتوجه نحو الأفضل، لكنني مصرّ أن لكل مرحلة أدواتها ورجالها، فهم من يطبق الشعار أو يسّخفه.

غزل
وحدها الأنثى لا تجيد صنع الشعارات رغم حبها لسماع الشعارات، فالأذن تعشق قبل العين أحياناً.

 

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة