الأحد, يونيو 16, 2024
HashtagSyria
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةلبنانبعد تأمين الأوكسجين.. مذكّرة سرية من حاكم مصرف لبنان لتطبيق الحصار على...

بعد تأمين الأوكسجين.. مذكّرة سرية من حاكم مصرف لبنان لتطبيق الحصار على سورية

بمساعدة من سورية، تلافى لبنان كارثة حقيقية تمثلت في انقطاع مادة الأوكسيجين في المستشفيات، وكادت تؤدي الى جريمة جماعية، بطلها إهمال الدولة، وأولى ضحاياها هم عدد من مرضى كورونا الموجودين في غرف العناية الفائقة ويحتاجون إلى أجهزة التنفس. بحسب المعلومات التي تداولتهاوسائل إعلامية، رفَع وزير الصحة حمد حسن، الصرخة، متحدثاً الى الجهات المعنية بضرورة التحرك.
رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، التواصل مع سورية، إلا بواسطة الوزير وبعض الجهات اللبنانية التي تربطها علاقات وثيقة مع القيادة السورية. لم تتأخر سورية في الرد على طلب الوزير حسن، الذي زارها بشكل طارئ والتقى نظيره السوري الدكتور حسن الغباش، بهدف إيجاد حل سريع لأزمة نقص الأوكسجين في المستشفيات في لبنان، بعدما تعذر على باخرة محمّلة بالأوكسيجين تفريغ حمولتها بسبب أحوال الطقس وارتفاع موج البحر. وأسفرت الزيارة عن تأمين ثلاث شحنات من الأوكسيجين، بدءاً من شحنة أولى وصلت مساء أمس، فيما ستصِل البقية خلال ثلاثة أيام، في انتظار أن تكون الباخرة المحمّلة بالأوكسيجين قد تمكنت من الرسوّ وتفريغ حمولتها. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري، قال حسن إنه “ليس لك عند الضيق سوى الصديق والشقيق، فتمّ الاتصال مباشرة بإخوتنا السوريين الذين لم يتأخروا في إبداء الإيجابية”، مُعلناً تزويد لبنان بـ75 طناً من الأوكسيجين.
وللمفارقة، لبّت سورية نداء الاستغاثة بها رغم أن لبنان يشارك في خنقها، منذ ما قبل صدور قانون قيصر الأميركي. وأتى هذا القانون ذريعة لتصبح السلطة اللبنانية مجرّد منفّذة للتعليمات الواردة من السفارة الأميركية. وكعادته، يتولى حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، الإشراف على حُسن تنفيذ الأوامر الأميركية، تارة بصفته حاكماً للمصرف المركزي، وطوراً بصفته رئيس هيئة التحقيق الخاصة بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. وفي وثيقة سرية أرسلها سلامة بتاريخ 25 شباط_ فبراير الماضي، إلى وزارة الخارجية، ذكّر الحاكم السلطات اللبنانية بوجوب الالتزام بقانون العقوبات على سورية (قيصر)، بعدَ أن أرسلت الوزارة في 15 كانون الثاني/ يناير 2021 كتاباً إلى هيئة التحقيق التي يرأسها سلامة، تقول فيه إن وزارة الخارجية الأميركية أرسلت كتاباً إلى الوزارة تقول فيه إنها تدرس كيفية معالجة العمليات المرتبطة بتطبيق 3 مواضيع في ظل القانون. وهذه المواضيع هي: شراء الطاقة الكهربائية من سورية، ربط لبنان بالأسواق العربية عبرَ الأراضي السورية، وتجارة المنتجات الزراعية. وبحسب الخارجية اللبنانية، فإن الجانب الأميركي وافق على طلب لبنان في ما خصّ استثناء التجارة بالمنتجات الزراعية من موجبات القانون. رغم ذلك، ردّ سلامة بالتذكير بالإجراءات التي يجِب على المصارف أن تأخذها التزاماً بما يُسمى “استدراك المخاطر المُحتملة في تعاملها مع المصارف المُراسلة، لا سيما مخاطِر السمعة”. كما ذكّر سلامة أيضاً، بأنه سبَق أن أرسلَ في 17 حزيران/يونيو 2019 كتاباً إلى رئاسة مجلس الوزراء يُذكّرها بضرورة “اتخاذ الإجراءات السريعة والمناسبة مع السلطات المعنية بخصوص ما وردَ في كتاب السفارة الأميركية عن قيام الحكومة وعدد من شركات النفط الخاصة بتسهيل تزويد الحكومة السورية بشحنات النفط بما يتعارض مع العقوبات المفروضة على الدولة السورية”.
وبعدها، هبّ “جماعة أميركا والسعودية” في لبنان للتعبير عن امتعاضهم من هذه الخطوة، ووصلت معاداتهم لها حدّ تفضيل قتل الناس على قبول المساعدة السورية. من بين هؤلاء نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، الذي أشار في تصريح تلفزيوني إلى أن “هناك مصنعين كبيرين للأوكسيجين في لبنان يُلبّيان الطلب، ولا نقص في هذه المادّة”. هارون، نفسه الذي يُعدّ من أوائل الذين وقفوا ضد مصلحة سكان لبنان من خلال عدم القيام بواجباته في مواجهة جائحة كورونا، قرر من منطلق سياسي الخروج بنظرية تقول إن لبنان مُكتَف بالأوكسيجين، بما معناه أن الهبة السورية غير ذات نفع. لاحقاً، استدرك نقيب أصحاب المستشفيات الأمر، ليصدر بياناً يوضح فيه أنه “تبيّن لنا أن إحدى الشركات المصنّعة والموزّعة للمادة، اتّصلت مساء أول من أمس بوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، وأبلغته أنّها تواجه مصاعب في إحضارها من مصادرها، طالبةً منه التدخل سريعاً لحلّ المشكلة. وبالفعل تدخّل الوزير حسن، مشكوراً، لدى السلطات السورية التي تعهّدت تأمين وصول المادّة إلى لبنان في الأيام المقبلة ريثما تتم معالجة الموضوع نهائياً”..
في جميع الأحوال، تُشكّل خطوة دمشق أمس رسالة عملية إلى ما يمكن القيام به، على مستويات عديدة، من أجل تخفيف حدة الأزمات في لبنان، كما في سورية، صحياً واقتصادياً. الخطوات التي قد يُضطر لبنان، رسمياً أو خارج الإطار الرسمي، إلى اتخاذها في الأسابيع المقبلة، ستخفف بلا شك من حدة الانهيار، أو على الأقل، من سرعة الانحدار نحو القعر.
مقالات ذات صلة