يعمل الفنان التشكيلي الشاب جوني سمعان في مشروعه الفني الجديد والذي يأتي تحت عنوان نحن والفراغ على تجسيد العلاقة بين الفراغ والشخوص داخل اللوحة الواحدة و ذلك من خلال التركيز على الإيقاعات اللونية وإظهار الخطوط التعبيرية للشخوص الموجودين في العمل الفني بحيث تجسد الشخصيات المرسومة حالات متنوعة تطال مفهومي السكون والحركة داخل الفراغ .
وأنجز الفنان سمعان أكثر من عشرين لوحة حتى الآن في إطار مشروعه الجديد و الذي يعتبره قيد البحث والتجريب حيث يمكن ضم المزيد من اللوحات التي تنطوي ضمن الفكرة ذاتها و هي في طور النضوج و الاكتمال.
وأكد الفنان سمعان في حديث لنشرة سانا الشبابية أن هذا المشروع يحمل الكثير من الإسقاطات التي يمكن أن تعكس الحالة الاجتماعية لجيل الشباب لافتا إلى ان هذه الأعمال لم يتم عرضها محليا بعد بل انطلقت للمشاركة في معرض تقاطع في دبي في الإمارات العربية المتحدة والذي تشارك فيه مجموعة من الفنانين السوريين أملا بتعريف الجمهور العربي بهذه التجربة على نطاق أوسع.
وقال سمعان… بدأت العمل على هذا المشروع خلال عام 2014 فهو نتيجة نضوج وعمل تراكمي مستمر بعد خوض مجموعة من التجارب الفنية المتنوعة ولعل أبرز ما يميز هذه اللوحات هو الفراغ الكبير الذي يعطي بعدا وأهمية لحضور الأشخاص داخل العمل كما أن اختياري للألوان التي تميل للأزرق والرماديات كان بهدف منح الأعمال شيئا من التفرد و توسيع الفضاء الإبداعي لها ففي هذا المشروع اختلفت آلية عملي بشكل كبير عن البدايات سواء من خلال تطويع الأدوات أو من خلال التقاط المشاهد وتجسيدها بالشكل الذي أريده في اللوحة التي ظهرت بها علاقة الكتلة بالفراغ بشكل أوضح وتحريك الكتل عن قرب أو بعد بأسلوب يخدم العمل الفني .
وحاول سمعان من خلال أعماله كسر المشهد البصري المعتاد من خلال تقديم لوحات متوسطة الحجم تم تقسيمها إلى أجزاء تكون في النهاية لوحة كاملة فعلى الرغم من القطع الموجود في العمل الفني إلا أنه لم يتسبب في فصل اللوحة عن بعضها البعض بل بقي هناك حامل واحد يربط الأجزاء المقسمة قد يكون معتمدا على حد قوله على الفكرة أو اللون وأحيانا أخرى على الخطوط .
واعتبر الفنان الشاب أن اللوحات تشكل مزيجا ما بين التجريد والتعبير حيث تفادي كما يقول الوقوع في مطب تكرار الأفكار في اللوحات من خلال التركيز على الفكرة أولا ثم التفاصيل.
واعتمد الفنان سمعان على تقنيات الإكرليك والزيتي لإنجاز اللوحات معتبرا أنه استجاب للخطوط والجزئيات الكثيرة بداخله كإنسان فالممارسة المستمرة والتجريب هما الكفيلان بتطوير أي فكرة نحو الأفضل .
وأوضح أنه بدأ بمجموعة أعمال تجريدية أسماها الصعود وكانت عبارة عن سلالم غير واضحة الملامح بعضها يصل إلى الأعلى وبعضها مقطوع من المنتصف وكأنها الحياة الإنسانية غير الواضحة ومن هنا انتقل إلى مرحلة رسم الشخوص فعلى الرغم من أن كلا المشروعين منفصلان عن بعضهما البعض من حيث التقنيات والفكرة والمضمون إلا أن هذا دليل قوي على أن العمل المستمر كفيل بتطوير الأفكار داخل الذات الإنسانية .
وعن مشاركته في معرض تقاطع الذي انطلق نهاية الأسبوع الماضي في دبي قال سمعان… تمت دعوتي للمشاركة في هذا المعرض مع مجموعة من الفنانين السوريين من مختلف المحافظات وقد وجدت أنها فرصة لأحلق قليلا خارج العروض المحلية كما أنها مناسبة حقيقية لنرسل رسالة كفنانين سوريين من الداخل إلى الخارج لنقول أن الفن هو رسالة حياة وأن اللون هو لغة الكون و هي تجربة حقيقية فتحت لي الباب على مصراعيه كي أنشر أعمالي بشكل أوسع والتي من الممكن أن تتعرض للمديح تارة وللنقد تارة أخرى وبالطبع سآخذ بعين الاعتبار ما يقال عن لوحاتي لتطوير تجربتي نحو الأفضل .
وأشار الفنان سمعان إلى أنه سيختتم نشاطاته الفنية لهذا العام بإطلاق معرض بعنوان “5 سنتيمترات ملونة” و فيه يعتمد على رسم لوحات صغيرة لا تتعدى بضعة سنتيمترات حيث يحمل هذا الفن الكثير من المغامرة والرغبة في الاكتشاف معتبرا أن تجربة سنتيمترات قريبة جدا إلى قلبه ويطمح بشكل مستمر لتطويرها من خلال العمل مع فريق يضم كل الفنانين الشباب الراغبين بأن يكونوا ضمن فريق عمل مبدع ومتميز .
يذكر أن الفنان جوني سمعان هو من مواليد اللاذقية 1983 تخرج من كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق عام 2007 وله العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها.