شهدنا وما زلنا نشهد الكثير من المواقف التي كانت فيها “الشخصنة” نهج عمل في إداراتنا. فمن هو محبوب من مرؤوسه تُفتح له أبواب العُلا بغض النظر عن قدراته ومقوماته، وبغض النظر عن تأثير هذا الشخص على المنصب الذي سيتبوأه.
هاشتاغ-رأي-محمد محمود هرشو
كان وما زال المعيار المهم للاختيار هو “هاد إلنا” لنختصر بلد كامل ومؤسسات على اتساع مساحة الوطن بأشخاص، ونديرها بعقلية (دكنجي) حتى وإن كان قائماً على تلك المؤسسات أشخاص هم أقل خبرة إدارية من الشخص المذكور .
السيطرة على المؤسسات بـ”الشخصنة” تعني أمرين: الأول: إبعاد الأنظمة الإدارية والتسلسل الهرمي داخل المؤسسة الواحدة واختصارها بشخص هو قابض عليها دون غيره. فلو كانت قدرات أو مقومات أو حتى مزاج هذا الشخص جيد نستطيع أن نقول سينعكس ذلك على المؤسسة ككل.
أما إن كان العكس من ذلك، فسينعكس هذا الأمر على مؤسسته كذلك،(تقصدت أن اكتب مؤسسته وليس المؤسسة التي يرأسها أو يديرها ترسيخاً لمبدأ الدكاكين).
أما الثاني؛ والأهم، فهو المعارك الطاحنة من “الشخصنات” التي يعتزم أصحاب الاختيار على اختيارها بسبب قرب هؤلاء الأشخاص المختارين “لشخصهم” الكريم ،وظلهم الرحيم، أملاً في وصول مرشحهم إلى المحافظة أو المنظمة التي يهتمون بالسيطرة عليها، فيكونوا أصحاب الفضل وأولياء النعمة بذلك، ولا يستطيع الواصل للمكان كونه غالباً ما يكون فارغاً من كل شيئ وليس لديه مقوم سوى معيار “الشخصنة” الذي أوصله للمنص، لا يستطيع أن يرفض طلباً واحداً لمن يدعي أنه أتى به إلى هذا المكان .
أما عن الأشخاص الذين يختارون “المُشخصنين” وفق قياسات تفكيرهم وقدراتهم الوظيفية، فتلك الحالة من التعاطي تطغى على نمط حياتهم حتى الوظيفية منها، إذ سرعان ما تختصر المنظمة بشخصهم الكريم، ويصبح مديح المؤسسة من قبل “مطبّليهم” واجباً، لأنهم يعتبرون ذلك مديحاً شخصياً لهم.
كذلك النقد؛ حتى المشروع منه، والذي كفلته القوانين والأنظمة والدستور هو خط أحمر بالنسبة لهم، لأن تلك المنظمة هي ذاتهم، وإن كانت أكبر منهم بكثير، أو إن كانت بحجم وطن، فهؤلاء يعتبرون أنهم بناةُ الوطن ،والوطن بدون “شخصهم” لاشيء، ويبقى النيل من أخطائهم هو نيل من هيبة ليس فقط الوطن؛ بل الأمة التي لم يبقَ منها سوى عقولهم العفنة وشعاراتهم البالية وسياساتهم الهدّامة.
الكثير من هؤلاء لا يؤمنون، ولا يعرفون، وليس لديهم حتى القدرة على تعلم المشاركة أو العمل كفريق، أو التفكير بآلية مؤسساتية.
هؤلاء يستيقضون وهم يذكّرون الله ثم عباده بأنهم يضحّون “بشخصهم” من أجل الكثير لمن لا يستحقون حتى العيش، ويكملون يومهم هكذا، حتى إذا سمعوا بوجود تغييرات هي سنّة الكون وحالة طبيعية لضخ دماء جديدة في المناصب، يستغربون ويندهشون ويتساءلون بكل سذاجة: كيف سيستمر العمل؟!.. ومن سيتابع مهمة بناء البلد من بعدنا؟!
زجل
شخصك بصمة بالحب تبني.. مو بالإقصاء منصبك تحمي
لا تزاود عَ لأهل وتحكي.. بدون محبتهم أنت ولا شي
جدل
القليل من كل شيء منعش، والإفراط به جشع.
بالطبع لست من دعاة الزهد، لكن علينا أن نتأمل ذلك.
هذا ينطبق على كل متع الحياة؛ حتى القوة فن؛ استخدامها سياسة، والإفراط بها “مقتلة”..
غزل
تتربع الأنثى على عرش الشخصنة، فهي إن أحبت أعطت كل شيئ، وإن كرهت حاربت حتى النهاية.
تبقى تناضل طوال حياتها لتختصر الحياة “بشخص” وإن لم تنجح تكون هي ذلك الشخص.