ارتفعت استثمارات الصين في الدول المشاركة في مبادرة “الحزام والطريق” خلال عام 2023 إلى أعلى مستوى لها منذ 2018 حيث ضخت الشركات استثمارات تقارب 50 مليار دولار في المشاريع الخارجية.
كان إجمالي الاستثمار أعلى بنسبة 80 بالمائة تقريباً مقارنة بعام 2022 مما أسهم في زيادة الاستثمارات الإجمالية للبلدان الـ150 المنضمة إلى مبادرة البنية التحتية إلى أكثر من تريليون دولار منذ 2013.
الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة
شهد الاستثمار في مشاريع التكنولوجيا المتقدمة بما فيها صناعة السيارات الكهربائية توسعاً كبيراً، وشهد قطاع البطاريات استثمارات بنحو 8 مليارات دولار، مدفوعة بخطط إنشاء مصنع للبطاريات في كوريا الجنوبية ومصانع سيارات في دول مثل تايلندا وفيتنام والبرازيل وهنغاريا.
الاستثمار في الطاقات المتجددة
بعد عشر سنوات من مساعدة الدول الأخرى على تطوير مشاريع لتوليد معدلات هائلة من الكهرباء تركز مبادرة الحزام والطريق الصينية بشكل أكبر على التحول إلى الطاقة المتجددة،
وتمثل مصادر الطاقة المتجددة 57 بالمائة من مشاريع التنمية الخارجية المخطط لها حالياً أو قيد الإنشاء، مقارنةً بـ37 بالمائة من القدرة الإنتاجية التي تم بناؤها على مدار العقد الماضي.
وتزامن هذا التحول مع تراجع أسعار توربينات الرياح والألواح الشمسية، ومع زيادة ضغط الحكومات للابتعاد عن الوقود الأحفوري الملوث.
تراجع استثمارات البناء
تراجع متوسط حجم مشاريع البناء المعلن عنها خلال عام 2023 إلى حوالي 400 مليون دولار، وهو ثاني أدنى رقم منذ بدء مبادرة “الحزام والطريق” في 2013 ويرجع ذلك التراجع على الأرجح إلى تحول الصين نحو المشاريع الصغيرة والحيوية.
كما أعادت بعض الدول هيكلة ديونها في الأعوام الأخيرة، بما فيها الأموال التي اقترضتها لدفع تكاليف مشاريع البنية التحتية التي تقودها الصين.
كما أن قيمة عقود البناء تتمثل في قيمة المشاريع الخارجية الممولة بقروض من البنوك الصينية، بينما يركز مبلغ الاستثمار على المشروعات الخارجية التي تمتلك الشركات الصينية حصة في أسهمها.
مواصلة الاستثمار
ستواصل الصين الاستثمار في مبادرة “الحزام والطريق” خلال عام 2024 إلى مستوى يعادل ما تم إنفاقه في عام 2023 على الأقل. وهذا سيأتي مع تركيز قوي على شراكات دول مبادرة “الحزام والطريق” في مجالات الطاقة المتجددة والتعدين والتكنولوجيات ذات الصلة.