اعتبرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن فساد النخبة السياسية والمالية وشهوتهم إلى السلطة وعدم كفاءتهم، دفعت لبنان المضطرب بالفعل إلى الهاوية.
وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان “أزمة لبنان، شعب تعرض للخيانة”، أن ذلك يحصل بينما يواجه الفقراء والطبقة الوسطى في لبنان، انهياراً اقتصادياً مع تلاشي الخدمات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الازدراء الذي أظهرته النخبة السياسية والمالية في لبنان لبقية مواطني هذا البلد، البالغ عددهم 6 ملايين، عاد بشكل واضح لا شك فيه.
ولفتت “الغارديان” إلى أنه رغم تخفيض قيمة الليرة اللبنانية بنسبة 90 في المئة، فإن هذا الانخفاض غير كافٍ ليعكس انحدارها.
وضربت الصحيفة أمثلة تكشف المآسي التي يعيشها الشعب اللبناني.
كما أششارت إلى أن بعض الآباء في لبنان يرسلون أطفالهم إلى دور الأيتام، لأنهم لا يستطيعون إطعامهم.
وبحسب الصحيفة البريطانية، يُعد هذا أحد أكثر الانهيارات الاقتصادية خطورة على المستوى الدولي، منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.
واعتبرت الصحيفة أن ما يزيد صعوبة الموقف أنه يحدث هذه المرة في بيئة شديدة التقلب.
وأطلق البنك الدولي على هذه الفترة مسمى “الكساد المتعمد”، الذي دبرته النخبة.
ومن وجهة نظر الصحيفة، فإن تلك النخبة لطالما استولت على الدولة وعاشت من ريعها الاقتصادي.
بينما يتحمل الفقراء والطبقة الوسطى عبء الأزمة.
وذكرت أنه رغم أن مشكلات لبنان طويلة الأمد، تشمل الفساد والعنف وعدم الكفاءة وتنافس دول إقليمية على النفوذ عبر وكلاء، فإن التحديات تفاقمت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
وأضافت الصحيفة أن هؤلاء كانوا في القمة يديرون مخطط لعبة مراهنات، عبر دعم العملة من خلال جذب الدولارات من خلال أسعار فائدة خيالية للمستثمرين.
وختمت “الغارديان” بالقول: “إن التغييرات الأكبر التي يحتاجها الشعب اللبناني تبدو مستحيلة في الوقت الحالي”.