تراجعت شحنات الخام الروسية المنقولة بحراً، خلال الأسبوع الذي تلا فرض العقوبات من قبل مجموعة السبع، والتي تستهدف عائدات موسكو النفطية وفق ما أظهرت بيانات نقلتها “بلومبيرغ” و”رويترز”.
ولفتت بلومبيرغ في تقريرها إلى أن “ذلك يشكّل مصدر قلق محتمل للحكومات التي تسعى إلى تجنب تعطيل التصدير الروسي”.
وأدت الأشغال في ميناء ببحر البلطيق إلى زيادة حدة هذا الانخفاض، إلا أنه يبدو أن هناك نقصاً في مالكي السفن المستعدين لنقل الشحنات من روسيا.
وأظهرت العديد من الموانئ الأخرى انخفاضات على أساس أسبوعي، لكن هذه البيانات تتأثر أيضاً بتوقيت جدولة الشحن، والطقس، وغيرها العديد من العوامل، حسب بلومبيرغ.
الحد من عائدات روسيا النفطية
وتهدف عقوبات الاتحاد الأوروبي التي بدأت في الخامس من كانون الأول/ديسمبر إلى الحد من عائدات روسيا من النفط .
ولكن أيضاً، أدى قرار توقف الاتحاد الأوروبي عن شراء النفط الروسي ومنع توفير الخدمات الرئيسية لتمكين نقله، إلى دفع الولايات المتحدة، التي شعرت بالقلق من شدة الإجراءات، نحو تخفيف الإجراءات من خلال تنفيذ سقف للسعر، وإبقاء خدمات النقل، خصوصاً التأمين، متاحة للمشترين من خلال تحديد السقف الأعلى للسعر بـ60 دولاراً للبرميل.
وبعد أسبوع كامل من دخول حظر الاتحاد الأوروبي على واردات الخام الروسي المنقولة بحراً حيز التنفيذ، انخفض إجمالي الكميات المشحونة من الدولة بمقدار 1,86 مليون برميل يومياً، إلى 1,6 مليون.
وكانت الشحنات أقل في جميع الموانئ في بحر البلطيق والبحر الأسود والقطب الشمالي والمحيط الهادئ، حسب ما نقلت بلومبرغ.
تراجع التدفقات الداخلة إلى روسيا
وتراجعت التدفقات الداخلة إلى روسيا من رسوم تصدير النفط الخام بمقدار 77 مليون دولار، إلى 66 مليون دولار في الأيام السبعة حتى 16 كانون الأول/ديسمبر.
بينما انخفض متوسط الدخل على مدى أربعة أسابيع بمقدار 11 مليون دولار إلى 112 مليون دولار. وكانت عائدات رسوم التصدير هي الأدنى خلال العام.
ويبلغ معدل الرسوم في شهر كانون الأول/ديسمبر 5,91 دولارات للبرميل، وفقاً للأرقام الصادرة عن وزارة المال الروسية، بناء على متوسط السعر البالغ 71,1 دولاراً للبرميل، وفقاً لأرقام وزارة المال الروسية.
وسينخفض معدل الرسوم الجمركية لشهر كانون الثاني/يناير بنسبة 61 بالمائة إلى 2,28 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ حزيران/يونيو 2020، عندما تأثرت أسعار النفط بأزمة كورونا.
في حين انخفض الحجم الإجمالي على السفن التي تحمل الخام الروسي من موانئ بحر البلطيق بنسبة 42 بالمائة، إلى أدنى مستوى له في أي أسبوع هذا العام، حسب بلومبيرغ.
ونقلت رويترز عن صحيفة كوميرسانت الروسية، الأربعاء، نقلاً عن مصادر مطلعة لم تحدد هويتها، أن صادرات النفط الروسية تراجعت 11 بالمائة في الفترة من الأول وحتى 20 كانون الأول/ديسمبر مقارنة بالشهر السابق بعد أن دخل حظر فرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي حيز التنفيذ.
وأضافت الصحيفة أن صادرات روسيا إلى الدول من خارج رابطة الدول المستقلة، بما يشمل الشحنات عبر خطوط الأنابيب والمنقولة بحراً، بلغت في المجمل 560 ألف طن يومياً تقريباً خلال الفترة المذكورة.
بداية الحظر الأوروبي
ودخل حظر الاتحاد الأوروبي على صفقات شراء النفط الروسي حيز التنفيذ في الخامس من كانون الأول/ديسمبر في خطوة تقول بروكسل إنها ستخفض واردات الاتحاد من النفط الروسي بنسبة 90 بالمائة.
وقبل الحرب الروسية-الأوكرانية في شباط/فبراير كانت أوروبا تشتري نحو نصف إجمالي صادرات النفط الروسية.
وحوّلت روسيا تجارتها في مجال الطاقة سريعاً هذا العام صوب الشرق وباعت كميات قياسية لدول مثل الهند والصين. ويأمل الكرملين في أن يعوض الطلب من آسيا توقف الإمدادات التقليدية من روسيا للمشترين الأوروبيين، حسب ما ذكرت رويترز.
الروبل الروسي
يُذكر أن الروبل الروسي انخفض لأدنى مستوى منذ أوائل آيار/مايو متخطياً مستوى 70 للدولار، الأربعاء، لتصل خسائره الشهرية لما يقارب 14 بالمئة في ظل مخاوف من العقوبات المفروضة على النفط والغاز الروسيين، حسب رويترز.
وهبطت العملة الروسية 2,4 في المئة مسجلة 75,22 أمام اليورو متخطية مستوى 75 للمرة الأولى منذ أواخر نيسان/أبريل.
وهبطت أمام اليوان 2,1 بالمائة إلى 10,1 وهو قرب أدنى مستوى في سبعة أشهر.
وخسر الروبل أكثر من ثمانية في المئة هذا الأسبوع أمام الدولار ونحو 12 في المئة منذ دخول سقف سعري للنفط الروسي حيز التنفيذ.